1-الناسخ والمنسوخ في حياتنا اليومية
2-رد الله عزوجل على من قال أن الله لا يعلم ما يفعل لهذا ينسخ
3-أقسام الناسخ والمنسوخ في الإسلام
4-الحكمة من النسخ
5-كذب النصارى في موضوع النسخ
6-الناسخ والمنسوخ في النصرانية
والآن لنبدأ بالنقطة الأولى على بركة الله
إن الناسخ والمنسوخ موجود في حياتنا اليومية وسنضرب مثالين يوضحان الأمر
المثال الأول أنت مثلا لو ذهبت إلى الطبيب وقال لك الطبيب بعد أسبوع عد إلي وأنت تعلم جيدا أنك عندما تعود سيعطيك دواءا آخر وهو أيضا يعلم فهل هذا يعني أن الطبيب جاهل بحالتك المرضية؟؟؟؟؟؟؟
المثال الثاني عندما يكون الطالب يدرس في الإبتدائي إذا سأل الأستاذ عن 1-3 كم تساوي الأستاذ يجيب مباشرة بقوله ماينفعش تطرح الصغير من الكبير ولكن عندما يكبر الطالب ويدخل الثانوية يجد أن 1-3=-2 أليس هذا ناسخ ومنسوخ؟؟؟؟
والآن ننتقل للنقطة الثانية إعلم اخي الحبيب أننا لو بحثنا في كتاب الله عزوجل عن الرد على كل شبهة يأتي بها هؤلاء النصارى لوجدنا ردودا وليس ردا ولكن هذه مهمة العلماء الكبار في إستنباط الردود ونحن ما علينا إلا أن ننقل من عندهم كما سأفعل الآن
سأعطيك ردا من القرآن الكريم لترى كيف رد الله عزوجل على هذه الشبهة  مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ < 1-62 > تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (107) . 

فأخبر الله تعالى عن حكمته في النسخ، وأنه ما ينسخ من آية ( أَوْ نُنْسِهَا ) أي: ننسها العباد, فنزيلها من قلوبهم، ( نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا ) وأنفع لكم ( أَوْ مِثْلِهَا ) .

فدل على أن النسخ لا يكون لأقل مصلحة لكم من الأول؛ لأن فضله تعالى يزداد خصوصا على هذه الأمة, التي سهل عليها دينها غاية التسهيل.

وأخبر أن من قدح في النسخ فقد قدح في ملكه وقدرته فقال: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) .

فإذا كان مالكا لكم, متصرفا فيكم, تصرف المالك البر الرحيم في أقداره وأوامره ونواهيه, فكما أنه لا أحد يعترض عليه في تقدير ما يقدره على عباده من أنواع التقادير, كذلك لا يعترض عليه فيما يشرعه لعباده من الأحكام. فالعبد مدبر مسخر تحت أوامر ربه الدينية والقدرية, فما له والاعتراض؟

وهو أيضا, ولي عباده, ونصيرهم، فيتولاهم في تحصيل منافعهم, وينصرهم في دفع مضارهم، فمن ولايته لهم, أن يشرع لهم من الأحكام, ما تقتضيه حكمته ورحمته بهم.

ومن تأمل ما وقع في القرآن والسنة من النسخ, عرف بذلك حكمة الله ورحمته عباده, وإيصالهم إلى مصالحهم, من حيث لا يشعرون بلطفه

والآن ننتقل إلى النقطة الثالثة وهي أقسام النسخ في الإسلام

القسم الأول ما نسخ لفظه وبقي حكمه وهذا النسخ لا يكاد يوجد إلا في آية الرجم الذي كانت موجودة في القرآن الكريم ثم رفعت وأنسيت من عند الله تعالى والحكمة من ذلك حتى يبين الله تعالى فضل هذه الأمة عن غيرها من الأمم ويبين أن هذه الأمة أمة السمع والطاعة وهي الأمة التي تسارع في فعل الأوامر عكس اليهود تماما فالرجم لا يوجد نصه عندنا ولكننا نطبقه ونعمل به كما جرى في القرون الأولى للإسلام عندما كنا في عز أما اليهود فالرجم موجود عندهم ولكنهم لا يقومون به فقد روى البخاري . فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : إن اليهود جاؤا الى رسول الله ( فذكروا له ان رجلا منهم و امرأة زنيا ، فقال لهم رسول الله  ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ؟ " فقالوا : نفضحهم و يجلدون . قال عبد الله بن سلام : كذبتم، بل فيها الرجم ، فأتوا بالتوراة فنشروها ، فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها و ما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك ، فرفع يده ، فإذا فيها آية الرجم ، فأمر بهما رسول الله  فرجما ، فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة "[رواه البخاري].

فالرجم كان موجود في الإسلام والدليل على أنه كان موجود في القرآن الكريم ثم نسخ

روي عن عمر بن الخطاب :radia-ico أنه قال: إن الله بعث محمداً  بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها، ورجم رسول الله  ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله تعالى، فالرجم حق على من زنا إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل، أو الاعتراف، وقد قرأ بها (الشيخ والشيخة إذا زينا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم) متفق عليه.
والحكمة كما بيناه سابقا هو تبيان فضل هذه الأمة على سائر الأمم فالرجم لا يوجد لفظه ومع هذا يتسابقون إلى تنفيذه طاعة لربهم خلافا لليهود كما قلنا

وقد ذكر ذلك السيوطي في الإتقان، والزركشي في البرهان حيث نقلا أن ذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به، فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام، والمنام أدنى طريق الوحي

والدليل على ان الرجم موجود عندهم هو( و اذا كان في رجل او امراة جان او تابعة فانه يقتل بالحجارة يرجمونه دمه عليه] [اللاويين 20: 27].
ولكنهم لا يطبقون ذلك لأنهم لا يمتثلون لأمر الله تعالى

أما القسم الثاني هو مانسخ حكمه وبقي لفظه 

وهذا النسخ بدوره إنقسم إلى نوعين بسبب كذب النصارى وتدليسهم

النوع الأول نسخ حقيقي موجود

من الآيات التى فيها نسخ ، وذكروها فى جدول الناسخ والمنسوخ الآيتان التاليتان: (واللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ) (4).
ثم قوله تعالى: (الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله
هذا نسخ حقيقي غرضه التخفيف ففي الأول كان العقاب هو حبس النساء حتى الموت ولكن الله تعالى خفف ذلك بحمد الله تعالى فأنزل الآية الأخرى والله كان يعلم انه سينزل آية أخرى لأنه قال في آخر الآية الأولى المنسوخة( أو يجعل الله لهن سبيلا) يعني حكم آخر فالله عزوجل كان يعلم انه سينزل حكما آخر ليبين رحمته وفضله على عباده وأن رحمته واسعة فتبقى هذه الآية المنسوخة دليلا على رحمة الله تعالى بعباده

ومن هذا القسم أيضاً الآيتان الآتيتان:
(يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون) (8).
وقوله تعالى: (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين) (9).
والآيتان فيهما نسخ واضح. فالآية الأولى توجب مواجهة المؤمنين لعدوهم بنسبة (1: 10) ، والآية الثانية توجب مواجهة المؤمنين للعدو بنسبة (1: 2).
وهذا التطور التشريعى قد بين الله الحكمة التشريعية فيه ، وهى التخفيف على جماعة المؤمنين فى الأعباء القتالية فما الذى يراه عيباً فيه خصوم الإسلام ؟

ومن هذا القسم أيضاً الآيتان الآتيتان:
(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصيةً لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج...) (11).
وقوله تعالى (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً...) (12).
أجل ، هاتان الآيتان فيهما نسخ ؛ لأن موضوعهما واحد ، هو عدة المتوفى عنها زوجها.
الآية الأولى حددت العدة بعام كامل أما الآية الثانية التي نسخت الأولة حددت العدة بأربعة أشهر وعشرة والعلة واضحة تماما وهي التخفيف وتبيان رحمة الله عز وجل بعباده فتبقى هذه الآية المنسوخة دليلا على رحمة الله تعالى وإعتناءه بعباده الكرام

والمعروف أن الانتقال من الأشد إلى الأخف ، أدعى لامتثال الأمر ، وطاعة المحكوم به.. وفيه بيان لرحمة الله عز وجل لعباده. وهو هدف تربوى عظيم عند أولى الألباب

ومن هذا القسم أيضا مراحل تحريم الخمر مراحل تحريم الخمر في الإسلام:
المرحلة الأولى: وهي تتضح في الآية رقم 67 من سورة النحل ..  “وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" .. حيث يوضح الله سبحانه وتعالى أنه أنعم على الخلق بثمرات النخيل والأعناب .. فمنهم من يحوله إلى المسكرات وهذا شيئ لايحبه الله .. ومنهم من يأكله طيبا حسنا وهذا يحبه الله .. وذلك كمثال أن أقول أعطيتك أموالا فأنفقتها أنت في الباطل والحق .. فأنا لاأرضى عن الباطل وأرضى عن الحق .. ولله المثل الأعلى.
المرحلةالثانية: وهي تتضح في الآية رقم 219 من سورة البقرة .. "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا" .. حيث يوضح الله سبحانه وتعالى أن أضرار الخمر والميسر ومفاسدهما أكبر من نفعهما .. ولذلك فإنه من الواجب على كل صاحب عقل أن يقلع عنهما.
المرحلة الثالثة: وهي تتضح في الآية رقم 43 من سورة النساء .. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ".. حيث يوضح الله سبحانه وتعالى أنه من الواجب على كل مسلم أن لايقترب من الصلاة وهو سكران حتى يعقل ما يقول في صلاته .. وبما أن المسلم يصلي خمس صلوات في اليوم والليلة .. فإن المسلم يجب عليه الإقلاع عن شرب الخمر .. لأنه لن يجد وقتا يفيق فيه لأداء الصلاة المكتوبة.
المرحلة الرابعة: وهي تتضح في الآيتين رقم 89 - 90 من سورة المائدة ..  " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُون"َ .. حيث يقول الله تعالى للمؤمنين أن الخمر والميسر عمل سيئ ومن الأعمال التي توقع العداوة والشحناء بين الناس وتصدكم عن الصلاة وعن أن تذكروا الله .. فهلا انتهيتم .
ومن السابق يتضح أنه لا يوجد تعارض ولا تناقض بين الآيات .. فلم يقل الله "الخمر حلال ثم عاد وقال الخمر حرام عليكم" بل هو تدرج في تحريم وهذا يقابله التدخين في هذه الأيام وهذا ما فعله الغرب فقد بدأو يمنعون التدخين في بعض الأماكن العمومية كالمؤسسات ثم إنتقلو إلى المحلات.... والأطباء هكذا يفعلون بل والناس لا يمكنهم أن يقلعو عنه مباشرة إلا بالتدرج .. بل إن التعارض والتناقض هو ما نجده في الكتاب المقدس .. من حل للخمر في أعداد .. وتحريمها في أعداد .. وذمها في أعداد .. ثم مدحها في أعداد أخرى .. فأنت لا تعرف فيه حقا من باطلا .. وذلك لأن أيدي الكتبة قد تلاعبت به

مثال اخر زيارة القبور
أول الأمر كان العرب أمة تعظم الأصنام وتعبدها ويعبودون قبور الصالحين ...ولذلك حرم رسول الله زيارة القبور بأمر الله ثم لما ثبت الأمر بالمسلمين ومكن الله الإسلام والتوحيد في قلوبهم قال لهم رسول الله "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر الموت"
تماما كتعامل الطبيب مع المريض لقد راعى حالة المريض في علاجه ليس لجهل بل لحكمة

فوالله فإن نسخ الأحكام إعجاز في الإسلام يبين أن منزل هذه الأحكام هو أحكم الحاكمين الذي ربى هؤلاء الصحابة بيد نبيه حتى جعلهم يفتحون العالم أجمع في نصف قرن ووالله ما فعلتها أمة قبلهم بل وأسلمت الأمم ودخلوا في دين الله أفواجا لمجرد رؤية من رباهم الله و رسوله

الآن ننتقل إلى النوع الثاني وهو نسخ مكذوب جعلوه النصارى نسخا حقيقيا يعني إبتدعوه من عندهم وكأن المسلمين جهال يأخذو دينهم من عند النصارى وسأعطيك أمثلة من ذلك
المثال 1

(لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى) (13).
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) (14).
زعموا أن بين هاتين الآيتين تناسخاً ، إحدى الآيتين تمنع الإكراه فى الدين ، والأخرى تأمر بالقتال والإكراه فى الدين وهذا خطأ فاحش ، لأن قوله تعالى (لا إكراه فى الدين) سلوك دائم إلى يوم القيامة.
والآية الثانية لم ولن تنسخ هذا المبدأ الإسلامى العظيم ؛ لأن موضوع هذه الآية " قاتلوا " غير موضوع الآية الأولى: (لا إكراه فى الدين).
لأن قوله تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) له سبب نزول خاص. فقد كان اليهود قد نقضوا العهود التى أبرمها معهم المسلمون. وتآمروا مع أعداء المسلمين للقضاء على الدولة الإسلامية فى المدينة ، وأصبح وجودهم فيها خطراً على أمنها واستقرارها. فأمر الله المسلمين بقتالهم حتى يكفوا عن أذاهم بالخضوع لسلطان الدولة ، ويعطوا الجزية فى غير استعلاء

.أجل: إن هذه الآية لم تأمر بقتال اليهود لإدخالهم فى الإسلام. ولو كان الأمر كذلك ما جعل الله إعطاءهم الجزية سبباً فى الكف عن قتالهم ، ولاستمر الأمر بقتالهم سواء أعطوا الجزية أم لم يعطوها ، حتى يُسلموا أو يُقتلوا وهذا غير مراد ولم يثبت فى تاريخ الإسلام أنه قاتل غير المسلمين لإجبارهم على اعتناق الإسلام.
ومثيرو هذه الشبهات يعلمون جيداً أن الإسلام أقر اليهود بعد الهجرة إلى المدينة على عقائدهم ، وكفل لهم حرية ممارسة شعائرهم ، فلما نقضوا العهود ، وأظهروا خبث نياتهم قاتلهم المسلمون وأجلوهم عن المدينة

.ويعلمون كذلك أن النبى (عقد صلحاً سِلْمِيًّا مع نصارى تغلب ونجران ، وكانوا يعيشون فى شبه الجزيرة العربية ، ثم أقرهم عقائدهم النصرانية وكفل لهم حرياتهم الاجتماعية والدينية.
وفعل ذلك مع بعض نصارى الشام. هذه الوقائع كلها تعلن عن سماحة الإسلام ، ورحابة صدره ، وأنه لم يضق بمخالفيه فى الدين والاعتقاد.
فكيف ساغ لهؤلاء الخصوم أن يفتروا على الإسلام ما هو برئ منه ؟
إنه الحقد والحسد. ولا شىء غيرهما ، إلا أن يكون العناد.
النموذج الثانى:
(يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) (15).
(إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)
 (16).
والآيتان لا ناسخ ولا منسوخ فيهما. بل إن فى الآية الثانية توكيداً لما فى الآية الأولى ، فقد جاء فى الآية الأولى: " فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما "
ثم أكدت الآية الثانية هذا المعنى: (رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)فأين النسخ إذن ؟.
أما المنافع فى الخمر والميسر ، فهى: أثمان بيع الخمر ، وعائد التجارة فيها ، وحيازة الأموال فى لعب الميسر " القمار " وهى منافع خبيثة لم يقرها الشرع من أول الأمر ، ولكنه هادنها قليلاً لما كان فيها من قيمة فى حياة الإنسان قبل الإسلام ، ثم أخذ القرآن يخطو نحو تحريمها خطوات حكيمة قبل أن يحرمها تحريماً حاسماً ، حتى لا يضر بمصالح الناس

إذن الخلاصة أن النسخ في الإسلام لا يقتضي البداءة إنما يقتضي التخفيف والرحمة وتبيان رحمة الله عزوجل على عباده أليس هو القائل"

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
أما الآن ننتقل إلى النقطة الأخيرة وهي الناسخ والمنسوخ في الكتاب المقدس 1- ندم الرب وحزن لما فاجأه به تصرف آدم وحواء بسبب أكلهما من الشجرة المحرمة عليهما: (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».) تكوين 6: 76 - 2- الناسخ والمنسوخ في الخمر عندهم لنرى هل يشبه الناسخ والمنسوخ في الخمر عندنا ونقارن بين الشريعتين

15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15
كما طالب الله كل أم تحمل فى بطنها نذيراً لله أن تتجنب الخمر: (3فَتَرَاءَى مَلاَكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي, وَلَكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً 4وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْراً وَلاَ مُسْكِراً وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئاً نَجِساً. 5فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً, وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ, لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ, وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ») قضاة 13: 3-5
كما أمر الله كل نذير له ألا يشرب الخمر: (1وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا انْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ لِيَنْذُرَ نَذْرَ النَّذِيرِ لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ 3فَعَنِ الخَمْرِ وَالمُسْكِرِ يَفْتَرِزُ وَلا يَشْرَبْ خَل الخَمْرِ وَلا خَل المُسْكِرِ وَلا يَشْرَبْ مِنْ نَقِيعِ العِنَبِ وَلا يَأْكُل عِنَباً رَطْباً وَلا يَابِساً. 4كُل أَيَّامِ نَذْرِهِ لا يَأْكُل مِنْ كُلِّ مَا يُعْمَلُ مِنْ جَفْنَةِ الخَمْرِ مِنَ العَجَمِ حَتَّى القِشْرِ. 5كُل أَيَّامِ نَذْرِ افْتِرَازِهِ لا يَمُرُّ مُوسَى عَلى رَأْسِهِ. إِلى كَمَالِ الأَيَّامِ التِي انْتَذَرَ فِيهَا لِلرَّبِّ يَكُونُ مُقَدَّساً وَيُرَبِّي خُصَل شَعْرِ رَأْسِهِ. 6كُل أَيَّامِ انْتِذَارِهِ لِلرَّبِّ لا يَأْتِي إِلى جَسَدِ مَيِّتٍ)عدد 6: 1-6كما قال الرب إن الخمر لا يشربها إلا هالك: (6أَعْطُوا مُسْكِراً لِهَالِكٍ وَخَمْراً لِمُرِّي النَّفْسِ.) الأمثال 31: 6
والآن لنرى المفاجأة كيف يتم النسخ الآن نسخ هذا الحكم بولس فى رسالته: (23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 233-3-أمرالرب الإنسان أن يكون طعامه النباتات (وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْراً عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْراً لَكُمْ يَكُونُ طَعَاماً.) التكوين 1: 29 ، ثم نسخ هذا القول فى نفس السفر وأضاف اللحم فقال: (3كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَاماً. كَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ الْجَمِيعَ.) التكوين 9: 3 ، ثم استثنى أبكار البقر والغنم(تثنية 12: 17) ، ثم استثنى بعض الحيوانات ، وبعض الطيور (4هَذِهِ هِيَ البَهَائِمُ التِي تَأْكُلُونَهَا: البَقَرُ وَالضَّأْنُ وَالمَعْزُ 5وَالإِيَّلُ وَالظَّبْيُ وَاليَحْمُورُ وَالوَعْلُ وَالرِّئْمُ وَالثَّيْتَلُ وَالمَهَاةُ. 6وَكُلُّ بَهِيمَةٍ مِنَ البَهَائِمِ تَشُقُّ ظِلفاً وَتَقْسِمُهُ ظِلفَيْنِ وَتَجْتَرُّ فَإِيَّاهَا تَأْكُلُونَ. 7إِلا هَذِهِ فَلا تَأْكُلُوهَا مِمَّا يَجْتَرُّ وَمِمَّا يَشُقُّ الظِّلفَ المُنْقَسِمَ: الجَمَلُ وَالأَرْنَبُ وَالوَبْرُ لأَنَّهَا تَجْتَرُّ لكِنَّهَا لا تَشُقُّ ظِلفاً فَهِيَ نَجِسَةٌ لكُمْ. 8وَالخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلفَ لكِنَّهُ لا يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لكُمْ. فَمِنْ لحْمِهَا لا تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لا تَلمِسُوا. 9«وَهَذَا تَأْكُلُونَهُ مِنْ كُلِّ مَا فِي المِيَاهِ: كُلُّ مَا لهُ زَعَانِفُ وَحَرْشَفٌ تَأْكُلُونَهُ. 10لكِنْ كُلُّ مَا ليْسَ لهُ زَعَانِفُ وَحَرْشَفٌ لا تَأْكُلُوهُ. إِنَّهُ نَجِسٌ لكُمْ. 11«كُل طَيْرٍ طَاهِرٍ تَأْكُلُونَ. 12وَهَذَا مَا لا تَأْكُلُونَ مِنْهُ: النَّسْرُ وَالأَنُوقُ وَالعُقَابُ 13وَالحِدَأَةُ وَالبَاشِقُ وَالشَّاهِينُ عَلى أَجْنَاسِهِ 14وَكُلُّ غُرَابٍ عَلى أَجْنَاسِهِ 15وَالنَّعَامَةُ وَالظَّلِيمُ وَالسَّأَفُ وَالبَازُ عَلى أَجْنَاسِهِ 16وَالبُومُ وَالكُرْكِيُّ وَالبَجَعُ 17وَالقُوقُ وَالرَّخَمُ وَالغَوَّاصُ 18وَاللقْلقُ وَالبَبْغَاءُ عَلى أَجْنَاسِهِ وَالهُدْهُدُ وَالخُفَّاشُ. 19وَكُلُّ دَبِيبِ الطَّيْرِ نَجِسٌ لكُمْ. لا يُؤْكَلُ. 20كُل طَيْرٍ طَاهِرٍ تَأْكُلُونَ.) تثنية 14: 4-20 
ولكن جاء بطرس ونسخ كل هذا وحلَّلَ كل الحيوانات: (9ثُمَّ فِي الْغَدِ فِيمَا هُمْ يُسَافِرُونَ وَيَقْتَرِبُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَعِدَ بُطْرُسُ عَلَى السَّطْحِ لِيُصَلِّيَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. 10فَجَاعَ كَثِيراً وَاشْتَهَى أَنْ يَأْكُلَ. وَبَيْنَمَا هُمْ يُهَيِّئُونَ لَهُ وَقَعَتْ عَلَيْهِ غَيْبَةٌ 11فَرَأَى السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً وَإِنَاءً نَازِلاً عَلَيْهِ مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مَرْبُوطَةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ وَمُدَلاَّةٍ عَلَى الأَرْضِ. 12وَكَانَ فِيهَا كُلُّ دَوَابِّ الأَرْضِ وَالْوُحُوشِ وَالزَّحَّافَاتِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. 13وَصَارَ إِلَيْهِ صَوْتٌ: «قُمْ يَا بُطْرُسُ اذْبَحْ وَكُلْ». 14فَقَالَ بُطْرُسُ: «كَلاَّ يَا رَبُّ لأَنِّي لَمْ آكُلْ قَطُّ شَيْئاً دَنِساً أَوْ نَجِساً». 15فَصَارَ إِلَيْهِ أَيْضاً صَوْتٌ ثَانِيَةً: «مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!»)أعمال الرسل10: 9-15

3-السماح بالزواج من الأخت الشقيقة: فقد تزوج قايين بأخته شقيقته بعد أن قتل أخاه هايين (تكوين 4: 17)
ونسخها سفر اللاويين (9عَوْرَةَ أُخْتِكَ بِنْتِ أَبِيكَ أَوْ بِنْتِ أُمِّكَ الْمَوْلُودَةِ فِي الْبَيْتِ أَوِ الْمَوْلُودَةِ خَارِجاً لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا.) سفر الاويين 18

4-السماح بالزواج من الأخت غير الشقيقة: تزوج إبراهيم أخته من أبيه: (12وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضاً هِيَ أُخْتِي ابْنَةُ أَبِي غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ ابْنَةَ أُمِّي فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.) تكوين 20: 12
ونسخها سفر اللاويين (9عَوْرَةَ أُخْتِكَ بِنْتِ أَبِيكَ أَوْ بِنْتِ أُمِّكَ الْمَوْلُودَةِ فِي الْبَيْتِ أَوِ الْمَوْلُودَةِ خَارِجاً لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا.) سفر الاويين 18: 9
(إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ أُخْتَهُ، ابْنَةَ أَبِيهِ أَوِ ابْنَةَ أُمِّهِ، فَذَلِكَ عَارٌ، وَيَجِبُ أَنْ يُسْتَأْصَلاَ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ أَبْنَاءِ شَعْبِهِ، لأَنَّهُ قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أُخْتِهِ، وَيُعَاقَبُ بِذَنْبِهِ)لاويين 20: 17
(مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يُضَاجِعُ أُخْتَهُ ابْنَةَ أُمِّهِ أَوِ ابْنَةَ أَبِيهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين.
) تثنية 27: 22
الجمع بين الأختين فقد تزوج يعقوب الأختين ليئة وراحيل: (23وَكَانَ فِي الْمَسَاءِ أَنَّهُ أَخَذَ لَيْئَةَ ابْنَتَهُ وَأَتَى بِهَا إِلَيْهِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا. 24وَأَعْطَى لاَبَانُ زِلْفَةَ جَارِيَتَهُ لِلَيْئَةَ ابْنَتِهِ جَارِيَةً. 25وَفِي الصَّبَاحِ إِذَا هِيَ لَيْئَةُ. فَقَالَ لِلاَبَانَ: «مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي! أَلَيْسَ بِرَاحِيلَ خَدَمْتُ عِنْدَكَ؟ فَلِمَاذَا خَدَعْتَنِي؟» 26فَقَالَ لاَبَانُ: «لاَ يُفْعَلُ هَكَذَا فِي مَكَانِنَا أَنْ تُعْطَى الصَّغِيرَةُ قَبْلَ الْبِكْرِ. 27أَكْمِلْ أُسْبُوعَ هَذِهِ فَنُعْطِيَكَ تِلْكَ أَيْضاً بِالْخِدْمَةِ الَّتِي تَخْدِمُنِي أَيْضاً سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ». 28فَفَعَلَ يَعْقُوبُ هَكَذَا. فَأَكْمَلَ أُسْبُوعَ هَذِهِ فَأَعْطَاهُ رَاحِيلَ ابْنَتَهُ زَوْجَةً لَهُ. 29وَأَعْطَى لاَبَانُ رَاحِيلَ ابْنَتَهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهُ جَارِيَةً لَهَا. 30فَدَخَلَ عَلَى رَاحِيلَ أَيْضاً. وَأَحَبَّ أَيْضاً رَاحِيلَ أَكْثَرَ مِنْ لَيْئَةَ. وَعَادَ فَخَدَمَ عِنْدَهُ سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ.) تكوين 29: 23 –30وقد نسخها سفر اللاويين 18: 18(18وَلاَ تَأْخُذِ امْرَأَةً عَلَى أُخْتِهَا لِلضِّرِّ لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا مَعَهَا فِي حَيَاتِهَا.) 
5-أُثبِتَ الطلاق فى شريعة موسى عليه السلام (إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا فَإِنْ لمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ 2وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ 3فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الذِي اتَّخَذَهَا لهُ زَوْجَةً 4لا يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الذِي طَلقَهَا أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا لِتَصِيرَ لهُ زَوْجَةً بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ...) تثنية 24: 1-4
وقد نسخها متى: (3وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» 4فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟» 5وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. 6إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». 7فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟» 8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا. 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». متى 19: 3-9
أما قول متى (إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا) متى 9: 8 فيدل على أنه قبل موسى كان الطلاق محرماً ، فنسخت شريعة موسى هذا التحريم ، ثم نُسِخَ مرة أخرة فى كلام متى.-

أثبت سفر الخروج إباحة الزواج بالعمة: (20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ 6-عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً) خروج 6: 20
ونسخها سفر اللاويين: (12عَوْرَةَ أُخْتِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا قَرِيبَةُ أَبِيكَ)18: 12
6- أباح الرب لنوح وقومه كل حيوانات الأرض: (وَلْيَكُنْ كُلُّ حَيٍّ مُتَحَرِّكٍ طَعَاماً لَكُمْ، فَتَأْكُلُونَ كُلَّ شَيْءٍ كَمَا تَأْكُلُونَ الْبُقُولَ الْخَضْرَاءَ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ.) تكوين 9: 3
ونسخ هذا الحكم فى الشريعة الموسوية ، وحرمت حيوانات كثيرة: منها الجمل والوبر والأرنب والخنزير: (أَمَّا الْحَيَوَانَاتُ الْمُجْتَرَّةُ فَقَطْ، أَوِ الْمَشْقُوقَةُ الظِّلْفِ فَقَطْ، فَلاَ تَأْكُلُوا مِنْهَا، فَالْجَمَلُ غَيْرُ طَاهِرٍ لَكُمْ لأَنَّهُ مُجْتَرٌّ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مَشْقُوقِ الظِّلْفِ، 5وَكَذَلِكَ الْوَبْرُ نَجِسٌ لَكُمْ لأَنَّهُ مُجْتَرٌّ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مَشْقُوقِ الظِّلْفِ، 6أَمَّا الأَرْنَبُ فَإِنَّهُ مُجْتَرٌّ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مَشْقُوقِ الظِّلْفِ، لِذَلِكَ هُوَ نَجِسٌ لَكُمْ، 7وَالْخِنْزِيرُ أَيْضاً نَجِسٌ لَكُمْ لأَنَّهُ مَشْقُوقُ الظِّلْفِ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُجْتَرٍّ. 8لاَ تَأْكُلُوا مِنْ لَحْمِهَا وَلاَ تَلْمِسُوا جُثَثَهَا لأَنَّهَا نَجِسَةٌ لَكُمْ.) لاويين 11: 4 - 8وأقره سفر التثنية على هذا النسخ: (وَلَكِنْ لاَ تَأْكُلُوا الْحَيَوَانَاتِ الْمُجْتَرَّةَ غَيْرَ مَشْقُوقَةِ الظِّلْفِ، كَالْجَمَلِ وَالأَرْنَبِ وَالْوَبَرِ، فَإِنَّهَا تَجْتَرُّ وَلَكِنَّهَا غَيْرُ مَشْقُوقَةِ الظِّلْفِ، لِذَلِكَ هِيَ نَجِسَةٌ لَكُمْ، 8وَالْخِنْزِيرِ لأَنَّهُ مَشْقُوقُ الظِّلْفِ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُجْتَرٍّ، لِذَلِكَ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَلاَ تَأْكُلُوا مِنْ لَحْمِ جَمِيعِ هَذِهِ الْبَهَائِمِ وَلاَ تَلْمَسُوا جُثَثَهَا.) تثنية 14 : 7 - 8ثم نسخه بولس بقوله: (12كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ.) كورنثوس الأولى 6: 12وألغاه بقوله: (فَأَنَا عَالِمٌ، بَلْ مُقْتَنِعٌ مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، أَنَّهُ لاَ شَيْءَ نَجِسٌ فِي ذَاتِهِ. أَمَّا إِنِ اعْتَبَرَ أَحَدٌ شَيْئاً مَّا نَجِساً، فَهُوَ نَجِسٌ فِي نَظَرِهِ) رومية 14: 14
وبقوله: (عِنْدَ الطَّاهِرِينَ، كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ. أَمَّا عِنْدَ النَّجِسِينَ وَغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا مِنْ شَيْءٍ طَاهِرٍ، بَلْ إِنَّ عُقُولَهُمْ وَضَمَائِرَهُمْ أَيْضاً قَدْ صَارَتْ نَجِسَةً.) تيطس 1: 15
وبقوله: (فَإِنَّ كُلَّ مَا خَلَقَهُ اللهُ جَيِّدٌ، وَلاَ شَيْءَ مِنْهُ يُرْفَضُ إِذَا تَنَاوَلَهُ الإِنْسَانُ شَاكِراً؛ 5لأَنَّهُ يَصِيرُ مُقَدَّساً بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ.) تيموثاوس الأولى 4: 4-5