الثلاثاء، 18 مارس 2014

:"الشيطان يُجَرّب يسوع 1

 :"الشيطان يُجَرّب يسوع " وهي الإصحاح الرابع ومكتوب فيها بالحرف: 
أمَّا يَسُوعُ، فَعَادَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَاقْتَادَهُ الرُّوحُ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً، وَإِبْلِيسُ يُجَرِّبُهُ، وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً طَوَالَ تِلْكَ الأَيَّامِ. فَلَمَّا تَمَّتْ، جَاعَ. 3فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى خُبْزٍ». 4فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَاِئلاً: «قَدْ كُتِبَ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ!» 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ، وَأَرَاهُ مَمَالِكَ الْعَالَمِ كُلَّهَا فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، 6وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ السُّلْطَةَ عَلَى هَذِهِ الْمَمَالِكِ كُلِّهَا وَمَا فِيهَا مِنْ عَظَمَةٍ، فَإِنَّهَا قَدْ سُلِّمَتْ إِلَىَّ وَأَنَا أُعْطِيهَا لِمَنْ أَشَاءُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي، تَصِيرُ كُلُّهَا لَكَ!» 8فَردّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلاً: «قَدْ كُتِبَ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ، وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ!» 9ثُمَّ اقْتَادَهُ إِبْلِيسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى حَافَةِ سَطْحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى الأَسْفَلِ 10فَإِنَّهُ قَدْ كُتِبَ: يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ، 11فَعَلَى أَيْدِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ، لِئَلاَّ تَصْدِمَ قَدَمَكَ بِحَجَرٍ». 12فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلاً: «قَدْ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلهَكَ!» 13وَبَعْدَمَا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ، انْصَرَفَ عَنْ يَسُوعَ إِلَى أَنْ يَحِينَ الْوَقْت .
كم أثار دهشتي هذا النص الغريب الذي يحمل في طياته أكثر من دليل على أن الكتاب المقدس لا يمكن أن يكون كلمة الرب الذي خلق العالم و يعلم كل شيء.
وسأقسم هذا النص إلى فقرات صغيرة وسأناقشها وأرجو أن أجد من أحد النصارى إجابة عن الأسئلة التي سأطرحها.
1 ) - : ( أما يسوع , فعاد من الأردن ممتلئا من الروح القدس . فاقتاده الروح في البرية ) نفهم أن يسوع خرج من الأردن في معية الروح القدس إذن فهو مَحْمِي , وليس وحده, لكن الغريب هو ما جاء مباشرة بعد هذه الجملة.
2 - ) ونجد بعدها [COLOR="red"]( أربعين يوما وإبليس يجربه ...) [/COLOR]وأنا أسأل . هل يُعْقل أن يُجَرّب إبليسُ الرّبَّ ؟ كيف هذا؟ و الرّب جالس ينتظر النتيجة . هل هذا ربّ أم تلميذ؟ . وكيف يسمح الربّ بهذه الإهانة إن كان ربّا حقا كما تدّعون. كيف يقبل أن يُجرُّب, وممن ؟ من طرف الشيطان. مع أن الرب نفسه يقول في نص آخر أنه لا يُجَرّب .
فهل الرب يُجرَّب أم لا ؟ وكيف يناقض الرب نفسه في موقف بسيط كهذا.
3 )- ( ثم أصعده إبليس إلى جبل عال ) سبحان الله عما تصفون. قبل قليل كان ممتلئا بالروح القدس و الآن يقتاده إبليس وكأنه طفل صغير. بل لاحظ عجز الرب كيف أن إبليس هو الذي يُصعده إلى الجبل . و الله كلام لا يقبله العقل و المنطق.
4 ) – ( وَأَرَاهُ مَمَالِكَ الْعَالَمِ كُلَّهَا فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، ) هنا لابد من الوقوف .فإنه من المستحيل رؤية ممالك الأرض كلها مرة واحدة مهما صعدنا عاليا لأن كروية الأرض تجعل هذه القضية مستحيلة تماما. أم أن الإله يجهل أن الأرض كروية الشكل. وكيف يراها في لحظة واحدة من الزمن؟ فهو لم يأخذه في رحلة لرؤية العالم ولكنه أراه إياه كله مرة واحدة وهذا مستحيل استحالة مطلقة .
وقد يقول قائل أنها معجزة أن يرى يسوع الممالك كلها في لحظة من الزمن . نقول حذار, فهذه طامة كبرى أن تجري المعجزات على يد إبليس لأنه هو الذي أرى الربَّ يسوع كل الممالك . وهذا بدوره باطل إلاّ أن تقبلوا به كما قَبِلَ ربكم أن يُجَرّب من طرف إبليس . 
6 وَقَالَ لَهُ: ( أُعْطِيكَ السُّلْطَةَ عَلَى هَذِهِ الْمَمَالِكِ كُلِّهَا وَمَا فِيهَا مِنْ عَظَمَةٍ، فَإِنَّهَا قَدْ سُلِّمَتْ إِلَىَّ وَأَنَا أُعْطِيهَا لِمَنْ أَشَاءُ.)إبليس يدّعي أن العالم أصبح في ملكه وحده وهو يتصرف فيه كما يشاء. فماذا بقي للرب ؟ وكيف يعطي الرب ملكه لإبليس؟ أي ربّ هذا ؟ ويسوع الربّ - كما تدّعون – سكت عندما قال له إبليس ذلك وهذا يعني أنه ليس ربا ولا يمكن أن يكون كذلك. فإن كان إبليس يكذب - وهو كذلك - فلماذا لم يُسكته الرب ولم يكذِّبه .ولماذا لم يدحض ما ادعاه إبليس. وهذا يخلق إشكالا آخر إذ سيُبْطِل قضية التثليث بمعنى, إذا كان الثلاثة في الواحد والواحد في الثلاثة كما يقول الكتاب المقدس, فلا يمكن أن يكون شخصان في شخص واحد, ثم لا يعلم أحد ما يفعله الآخر . كما أن الجملة التي يستدلون بها على إلوهية المسيح " من رآني فقد رأى الآب ...." تَفسُد تماما . وسيكون عندنا أربع حالات . 
ا) ـ إن إبليس من منطلق هذه الجملة يكون قد جرّب الآب والابن والروح القدس الثلاثة معا , ولم يجرؤ أحد من الثلاثة على منعه أو إيقافه . وهو بهذا يكون أقوى منهم مجتمعين . ولذلك تجرأ عليهم . فكيف يستطيع مخلوق أن يتجرأ على الخالق؟ وكيف يقبل إنسان أن يعبد ربا بهذا الضعف؟ 
ب) ـ إذا كان إبليس بهذه القوة التي يعجز أمامها الرب أن يدافع عن نفسه , وكان يشارك الرب في ملكوته ـ كما شرحنا قبل قليل ـ فإما أن الذي أمام إبليس إله لكنه لا يملك كل شيء ويشاركه في ملكه ألدّ أعدائه, وهو الشيطان. وإما أن الذي أمام إبليس مالك , لكنه ليس إلها لأنه لا يعلم ما يجري في كل ممالكه. وفي كلتا الحالتين تسقط الإلوهية عنه. لأن الإله الحق هو الذي يملك كل شيء حتى العدم وما وراء العدم , ويعلم ما يجري في كل ملكوته مهما صغر. 
ج) ـ إذا كان الابن يجهل ما فعله أبوه الرب حين منح إبليس الممالك وأعطاه السلطة عليها , فهذا يعني أن الابن دون الآب وبعبارة أخرى أنهما مستقلاّن عن بعضهما البعض وأن الآب يتصرف في ملكوته وحده بمشيئته , و يشرك من يشاء في ملكه دون الحاجة إلى إخبار غيره ولو كان ابنه . وهذا يدلّ على أن الابن له مكانته الدونية , بمعنى أنه دون الآب . و يعلم حدوده جيدا ـ كما سنرى بعد قليل ـ وهنا مرة أخرى تسقط إلوهية يسوع . وتبطل " من رآني فقد رأى الآب" إذا كان هو نفسه لم يَرَ ولم يعلم ما فعله أبوه. . 
د) - هل إبليس غبي كي يَعِد ابن الله بشيء وهو يعلم يقينا أنه في ملك أبيه أي الآب , بدليل أن إبليس يعلم مع من يتكلم حين قال له ( إن كنت ابن الله ...) أم أن إبليس بدوره يجهل أن الابن له صفات وقدرات الآب حسب الكتاب المقدس نفسه .أم أن إبليس كان يجرّب الربّ يسوع ليرى هل هو ربّ فعلا أم أنه افتراء من الابن ؟
تعال الآن إلى الصدمة الكبرى حيث يُكَذِّب المسيح عليه السلام كل أقاويل الباطل ويصرح بوحدانية الله تعالى في جوابه لإبليس حين أمره بالسجود له حيث قال :" قد كُتِب : للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ." نعم للرب إلهك فاسجد . انظروا يا أهل الكتاب كيف فرّق سيدنا عيسى عليه السلام بين شخصه الإنسان وبين ربّه الإله , والله لو كان إلها , وهو في موقف التحدّي و التجربة لقال لإبليس بل أنت تسجد لي فأنا الرب , وأنا المُخَلّص , وأنا ربك فاعبدني . وكيف تدّعي الممالك لك وأنا أملكها .وووو . لا, أبدا لم يقل هذا الكلام وهو في ذلك الامتحان الحاسم . وأنا أقول لكم إذا لم يصرِّح يسوع بإلوهيته في هذا الموقف الحسّاس , وهو في حالة تحدّي ومن إبليس فلأنه كان يعلم أنه رسول مبعوث من رب العالمين و حتى في هذا الموقف الخطير لم ينطق المسيح بربوبيته, بل على العكس , بَيَّنَ لإبليس من يكون الإله الحق الذي يستحقّ العبادة والسجود له. وأعيد على مسامعكم الجملة العظيمة والتي من أجلها أرسل الله جميع الأنبياء و الرسل" للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" نعم إياه وحده , دون شريك أو ابن . بل" ليس ربا من له بين الخلق ابن أو في المُلك شريك " .
وهل تريد صدمة أخرى فاعلم أن إبليس استمر في تجربة الرب أربعين يوما نعم أربعين يوما . مع أن الرب نفسه يقول في رسالة يعقوب أنه لايُجَرَّب 
1 -13 لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا.و الله لقد وضعتم بكم في موقف لا يحسد عليه.
والحمد لله على نعمة الإسلام
مصيبة أخرى أن الرّب كان يعلم أن الشيطان إنّما كان يُجرّبه كل تلك المدة ـ يا له من رب مطيع لتجارب إبليس ـ أيها الإخوة : إذا كان مدير شركة أو وزير أو حتى الإنسان العادي لا يقبل بأن يوضَع موضع شك أو تجربة لأن ذلك إقرار بأنه دون المسؤولية التي أُسْنِدت إليه , وأنه مشتبه به أو مشكوك في أمره , وهذا كله إهانة لكرامته وصدقه في عمله . إذا كان الإنسان ذلك المخلوق البسيط لا يقبل بذلك , فكيف يقبل ربّ العباد و الكامل الصفات والأفعال بأن يُجَرّب من أحد مخلوقاته , ومن ؟ الشيطان.وقد يقول قائل أن هذا ابتلاء كما نقول نحن المسلمون , تكون الكارثة أعظم من سابقاتها لأننا سنجد أنفسنا أمام إله يُبْتلى و رب ّ يُمْتحن من طرف إبليس. ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق