السلام على من اتبع الهدى وخشى الرحمن بالغيب ,,,
تحية طيبة للاخوة المسلمين والاصدقاء النصارى,,
ان شاء الله سوف اذكر كل النصوص التى يستخدمها النصارى فى الاستشهاد بالوهية المسيح ونتكلم فى كل نص على حدة.
لكنى فقط اريد ان اذكر النصارى باقوال المسيح :
« وَلِمَاذَا تُلاَحِظُ الْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَلكِنَّكَ لاَ تَتَنَبَّهُ إِلَى الْخَشَبَةِ الْكَبِيرَةِ فِي عَيْنِكَ؟ 42
أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَاأَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَشَّةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ! وأَنْتَ لاَ تُلاحِظُ الْخَشَبَةَ الَّتِي في عَيْنِكَ أَنْتَ. يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَعِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً لِتُخْرِجَ الْقَشَّةَ الَّتِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ» (لوقا6/41).

اولا سوف اتكلم على قول المسيح: من رانى فقد راى الاب:
ما اراده المسيح من هذه العبارة هو : أنه من رأى هذه الأفعال التي أظهرها فقد رأى أفعال أبي ، وهذا ما يقتضيه السياق الذي جائت به هذه الفقرة لأن أسفار العهد الجديد اتفقت على عدم إمكان رؤية الله طبقاً للآتي :
ورد في يوحنا 1 عدد 18 : ** الله لم يره أحد قط **
ما ورد في يوحنا 5 عدد 37 : ** والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته **
ما ورد في رسالة يوحنا الأولى 12 عدد 4 : ** الله لم ينظره أحد قط **
ويقول بولس في 1 تيموثاوس 6 عدد 16 : عن الله ** الذي لم يره أحد ولا يقدر أن يراه **
فلو صح ما جاء فى هذه الأعداد ، فليس معنى قول المسيح : ** الذي رآني فقد رأى الآب ** ان الذي يرى المسيح يرى الله ، لأن ده طبقاً للأدلة السابقة من المحال . فلا بد من المصير إلى مجاز منطقي يقبله العقل و تساعد عليه النصوص الإنجيلية المماثلة الأخرى .
و بمراجعة بسيطة للأناجيل نجد أن مثل هذا التعبير جاء مرات عديدة ، دون أن يقصد به قطعا أي تطابق و عينية حقيقية بين المفعولين .
مثلاً في لوقا 10 عدد 16 يقول المسيح لتلاميذه السبعين الذين أرسلهم اثنين اثنين إلى البلاد للتبشير: ** الذي يسمع منكم يسمعني و الذي يرذلكم يرذلني و الذي يرذلني يرذل الذي أرسلني **
و لا يوجد حتى أحمق فضلا عن عاقل يستدل بقوله : ** من يسمعكم يسمعني ** ، على أن المسيح حال بالتلاميذ أو أنهم المسيح ذاته !
و كذلك جاء في متى 10 عدد 40 أن المسيح قال لتلاميذه : ** من يقبلكم يقبلني و من يقبلني يقبل الذي أرسلني**.
و مثله ما جاء في لوقا 9 عدد 48 من قول المسيح في حق الولد الصغير :
** من قبل هذا الولد الصغير باسمي يقبلني و من قبلني يقبل الذي أرسلني **
و وجه هذا المجاز واضح و هو أن شخصا ما إذا أرسل رسولا أو مبعوثا أو ممثلا عن نفسه فكل ما يُـعَامَلُ به هذا الرسول يعتبر في الحقيقة معاملة للشخص المرسِـل أيضا.
وإذا عدنا للعبارة وللنص الذي جاءت فيه ، سنرى أن الكلام كان عن المكان الذي سيذهب إليه المسيح و أنه ذاهب إلى ربه، ثم سؤال توما عن الطريق إلى الله، فأجابه المسيح أنه هو الطريق، أي أن حياته و أفعاله و أقواله و تعاليمه هي طريق السير و الوصول إلى الله ، وهذا لا شك فيه فكل قوم يكون نبيهم ورسولهم طريقا لهم لله ، ثم يطلب فيليبس من المسيح أن يريه الله، فيقول له متعجبا: كل هذه المدة أنا معكم و ما زلت تريد رؤية الله، و معلوم أن الله تعالى ليس جسما حتى يرى ، فمن رأى المسيح و معجزاته و أخلاقه و تعاليمه التي تجلى فيها الله تبارك و تعالى أعظم تجل، فكأنه رأى الله فالرؤيا رؤيا معنوية .
و جاء نحو هذا المجاز أيضا ، في القرآن الكريم، كثيراً كقوله تعالى ** : وما رميت إذا رميت و لكن الله رمى ** الأنفال/ 17.

أو قوله سبحانه : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ) الفتح : 10،

أو قوله : ** من يطع الرسول فقد أطاع الله ** النساء : 80.

ولقد ورد في رسالة بولس إلي أهل غلاطية 3 عدد 28 قوله : ** لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع **

ونحن نسأل هل يعني هذا القول أن أهالي غلاطية متحدين مع الله ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.