الأحد، 23 مارس 2014

نقد أدلة النصارى في تأليه المسيح عليه السلام للمهندس / محمود سعد مهران


16- ابن الله !
 
تتحدث نصوص إنجيلية عن المسيح وتذكر أنه ابن الله ، ويراها النصارى أدلة صريحة على ألوهية المسيح ، فهل يصح هذا الاستدلال؟ وهل سمى المسيح نفسه ابن الله ؟
 
أول ما يلفت المحققون النظر إليه أنه لم يرد عن المسيح - في الأناجيل - تسميته لنفسه بابن الله سوى مرة واحدة في يوحنا
Joh 10:36 فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ 
لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟
 
وفيما سوى ذلك فإن الأناجيل تذكر أن معاصريه وتلاميذه كانوا يقولون بأنه ابن الله. لكن المحققين يشككون في صدور هذه الكلمات من المسيح أو تلاميذه ، يقول سنجر في كتابه " قاموس الإنجيل " : ليس من المتيقن أن عيسى نفسه قد استخدم ذلك التعبير".
 
ويقول شارل جنيبر في كتابه " المسيحية نشأتها وتطورها " : " المسيح لم يدع قط أنه المسيح المنتظر ، ولم يقل عن نفسه بأنه ابن الله ، فهذه لغة استخدموها المسيحيون فيما بعد في التعبير عن يسوع " . ويرى جنيبر أن المفهوم الخاطئ وصل إلى الإنجيل عبر الفهم غير الدقيق من المتنصرين الوثنيين فيقول : " مفهوم " ابن الله " نبع من عالم الفكر اليوناني ".
ويرى البعض أن 
بولس هو أول من استعمل الكلمة ، وكانت حسب لغة المسيح (عبد الله) وترجمتها اليونانية 
servant ، فأبدلها بالكلمة اليونانية pais بمعنى طفل أو خادم تقرباً إلى المتنصرين الجدد من الوثنيين.
 
ثم إن هذه النصوص التي تصف المسيح أنه ابن الله معارضة بثلاث وثمانين نصاً من النصوص التي أطلقت على المسيح لقب " ابن الإنسان " فلئن كانت تلك التي أسمته ابن الله دالة على ألوهيته فإن هذه مؤكدة لبشريته ، صارفة تلك الأخرى إلى المعنى المجازي.ومنها قول متَّى :
Mat 8:20 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ 
وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».
 
وأيضاً قوله :
Mar 14:21 
إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!».
 
وقد جاء في التوراة :
Num 23:19 
ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟
 
فالمسيح ليس الله.
 
ولفظ البنوة الذي أطلق على المسيح أطلق على كثيرين غيره، ولم يقتضِ ذلك ألوهيتهم.
منهم آدم الذي قيل فيه :

Luk 3:38 بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ 
آدَمَ ابْنِ اللهِ.
 
وسليمان فقد جاء في سفر الأيام :
1Ch 17:12 هُوَ يَبْنِي لِي بَيْتاً وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّهُ إِلَى الأَبَدِ.
1Ch 17:13 
أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً, وَلاَ أَنْزِعُ رَحْمَتِي عَنْهُ كَمَا نَزَعْتُهَا عَنِ الَّذِي كَانَ قَبْلَكَ.
 
ومثله قوله لداود :
Psa 2:7 إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ. قَالَ لِي: [
أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ.
 
كما سميت الملائكة أبناء الله :
Luk 20:36 إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً 
لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.
 
وسمت النصوص أيضاً آخرين أبناء الله، أو ذكرت أن الله أبوهم ، ومع ذلك لا يقول النصارى بألوهيتهم. فالحواريون أبناء الله ، كما قال المسيح عنهم :
Joh 20:17 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى 
أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».
 
وقال للتلاميذ أيضاً :
Mat 5:48 فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ 
أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.
 
وعلمهم المسيح أن يقولوا :
Mat 6:9 «فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: 
أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.
 
وقوله :
Mat 7:11 فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ 
أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ.
 
فكان يوحنا يقول :
1Jn 3:1 أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ 
أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.
 
بل واليهود كما في قول المسيح لليهود :
Joh 8:41 أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً. 
لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ»
 
كما يطلق هذا الإطلاق على الشرفاء والأقوياء من غير أن يفهم منه النصارى ولا غيرهم الألوهية الحقيقية :
Gen 6:1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَا النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الارْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ
Gen 6:2 انَّ ابْنَاءَ اللهِ رَاوا بَنَاتِ النَّاسِ انَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لانْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.
Gen 6:3 فَقَالَ الرَّبُّ: «لا يَدِينُ رُوحِي فِي الانْسَانِ الَى الابَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ ايَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».
Gen 6:4 كَانَ فِي الارْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الايَّامِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ ايْضا اذْ 
دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ اوْلادا - هَؤُلاءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.
 
ومن الممكن أن يعم كل شعب إسرائيل :
Hos 1:10 لَكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: 
أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ.
 
ونحوه :
Hos 11:1 «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ 
دَعَوْتُ ابْنِي.
 
ومن ذلك أيضاً ما جاء في سفر الخروج :
Exo 4:22 فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: 
اسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ.
Exo 4:23 فَقُلْتُ لَكَ: اطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَابَيْتَ انْ تُطْلِقَهُ. 
هَا انَا اقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ».
 
وخاطبهم داود قائلاً :
Psa 29:1 مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ 
يَا أَبْنَاءَ اللهِ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً.
 
ومثله قوله :
Psa 89:6 لأَنَّهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ الرَّبَّ. مَنْ يُشْبِهُ الرَّبَّ 
بَيْنَ أَبْنَاءِ اللهِ؟
 
وفي سفر أيوب:
Job 1:6 وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ 
جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ.
 
وقال الإنجيل عنهم:
Mat 5:9 طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ 
لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.
 
وعليه فلا يمكن النصارى أن يجعلوا من النصوص المختصة بالمسيح أدلة على ألوهيته ثم يمنعوا إطلاق حقيقة اللفظ على آدم وسليمانويعقوب وكل من هب ودب وتخصيصهم المسيح بالمعنى الحقيقي يحتاج إلى مرجح لا يملكونه. وجاء أيضًا :
1Jn 5:1 كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ 
فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضاً.
 
وفي آخر نفس هذه الرسالة :
1Jn 5:18 نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ 
وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.
 
و أيضًا في الإصحاح الثالث من نفس تلك الرسالة، يقول يوحنا:
1Jn 3:9 كُلُّ مَنْ هُوَ 
مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ.
1Jn 3:10 بِهَذَا 
أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ.
 
وكذلك قول الكتاب :
1Jn 2:29 إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ 
مَوْلُودٌ مِنْهُ.
 
وفي رسالة بولس إلى أهل رومية [8 : 14 ـ 16]:
Rom 8:14 لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ 
أَبْنَاءُ اللهِ.
Rom 8:15 إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!».
Rom 8:16 اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا 
أَوْلاَدُ اللهِ.
 
والمعنى المقصود للبنوة في كل ما قيل عن المسيح وغيره إنما هو معنى مجازي بمعنى حبيب الله أو مطيع الله. لذلك قال قائد المائة الذي شاهد المصلوب - على زعم النصارى - وهو يموت فقال:
Mar 15:39 وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «
حَقّاً كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ
 
ولما حكى لوقا القصة نفسها أبدل العبارة بمرادفها فقال:
Luk 23:47 فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «
بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً
 
ومثل هذا الإستخدام وقع من يوحنا حين تحدث عن أولاد الله فقال:
Joh 1:12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا 
أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.
 
ومثله يقول:
Joh 8:47 
اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».
 
ومثل هذه الإطلاق المجازي للبنوة معهود في الكتب المقدسة التي تحدثت عن أبناء الشيطان، وأبناء الدهر
Joh 8:44 
أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.
Luk 16:8 فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ لأَنَّ 
أَبْنَاءَ هَذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ.
 
وأما المعنى الحقيقي للبنوة فقد نطقت به الشياطين، فانتهرها المسيح، ففي إنجيل لوقا :
Luk 4:41 وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» 
فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.
 
(( لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ )) هذا هو رأي كاتب الإنجيل ولا يهمنا في شئ قد أثبت الأستاذ من قبل بأن يسوع ليس هو المسيح الموعود
 
والنصارى يرون تميزاً مستحقاً للمسيح في بنوته عن سائر الأبناء، فهم لا ينازعون في صحة الإطلاق المجازي عندما ترد لفظ البنوة بحق سائر المخلوقات. لكن النـزاع إنما يكمن في تلك الأوصاف التي أطلقت على المسيح ويثبتها النصارى على الحقيقة محتجين بأمور، منها :
أنه قد جاء وصف المسيح بأنه الإبن البكر أو الوحيد لله

Heb 1:6 وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ 
الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ».
Joh 3:18 اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ 
بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ.
 
أو أنه سمي ابن الله العلي
Luk 1:32 هَذَا يَكُونُ عَظِيماً 
وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ
Luk 1:76 وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ 
نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ.
 
أو أنه ابن ليس مولوداً من هذا العالم كسائر الأبناء، بل هو مولود من السماء، أو من فوق
Joh 1:18 اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. 
اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.
 
ولكن ذلك كله تثبت النصوص أمثاله لأبناء آخرين.فالبكورية وصف بها إسرائيل :
Exo 4:22 فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: 
اسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ.
Exo 4:23 فَقُلْتُ لَكَ: اطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَابَيْتَ انْ تُطْلِقَهُ. هَا انَا اقْتُلُ 
ابْنَكَ الْبِكْرَ».
 
وكذا افرايم :
Jer 31:9 بِالْبُكَاءِ يَأْتُونَ وَبِالتَّضَرُّعَاتِ أَقُودُهُمْ. أُسَيِّرُهُمْ إِلَى أَنْهَارِ مَاءٍ فِي طَرِيقٍ مُسْتَقِيمَةٍ لاَ يَعْثُرُونَ فِيهَا. لأَنِّي صِرْتُ لإِسْرَائِيلَ أَباً 
وَأَفْرَايِمُ هُوَ بِكْرِي].
 
وكذا داود :
Psa 89:26 هُوَ يَدْعُونِي: 
أَبِي أَنْتَ. إِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي.
Psa 89:27 أَنَا أَيْضاً 
أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ.
 
ولئن قيل في المسيح أنه ابن الله العلي، فكذلك سائر بني إسرائيل
Psa 82:6 أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ 
وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ.
 
وكذا تلاميذ المسيح فهم أيضاً بنو العلي :
Luk 6:35 بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً 
وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق