الاثنين، 17 مارس 2014

قالوا : المسيحُ هو الوحيد الذي بلا خطيئة



قالوا : المسيحُ هو الوحيد الذي بلا خطيئة ،الجميعُ زاغوا وفسدوا إلا المسيح فقط هو الوحيد الصالح في هذا الكون ،وذلك بشهادةِ محمد رسولِ الإسلامِ في حديثِ الشفاعة الثابت  في صحيحِ مسلمٍ  كِتَاب (الْإيمان) بَاب( أدنى أهل الجنة منزلة فيها) برقم 287 فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ:" يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلَّمْتَ النَّاسَ في الْمَهْدِ وَكَلِمَةٌ مِنْهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا". فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى عليه السلام:" إِنَّ رَبِّى قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا - نفسي نفسي اذْهَبُوا إِلَى غيري اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ عليه السلام.....


هل المسيح هو الوحيد الذي بلا خطيئة
 
أولاً:إن قولهم بأنه هو الوحيدُ الذي بلا خطيئة ،الجميعُ زاغوا وفسدوا إلا المسيح فقط هو الوحيدُ الصالح في هذا الكون ! قول باطل من عدة أوجه منها :
أولاً: إن السنةَ دلت على أن يحيى بن زكريا( يوحنا المعمدان ) هو الوحيد الذي بلا خطيئة (صغيرة أو كبيرة )؛ثبت ذلك في مسندِ أحمدَ برقم 2600 ، وصححه الإمام الألباني في السلسةِ الصحيحةِ برقم 2984 عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد من الناس الا وقد أخطأ أو هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا".
وثبت ذلك أيضًا في إنجيل متى 11/9 لكن ماذا خرجتم لتنظروا.أنبيا.نعم اقول لكم وافضل من نبي.
 
ثانيًا:  إن المسيحَ عليه السلام إنسانٌ كما قال هو بنفسِه عن نفسِه ،وذلك في إنجيلِ يوحنا إصحاح 8 عدد40 ولكنكم الآن تطلبون ان تقتلوني وانا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.هذا لم يعمله ابراهيم.
فمن صفات هذا الإنسان أن يخطأ ، فالصالح الوحيد الذي بلا خطيئة هو اللهُ تعالى وحده ،ذلك باعتراف المسيح في إنجيل لوقا إصحاح 19 عدد18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قِائِلاً:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. 
وسوف يتقدم معنا- إن شاء اللهُ تعالى - بعض أخطائه التي تنسبها الأناجيلُ له عليه السلام ....
ثالثًًا: إن الحديث لم يقل:إن النبي َّ صلى الله عليه وسلم قال : إن المسيحَ عليه السلام ليس له ذنب كما فهموا وكما ادعوا !
 الحديثُ يقول :" وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا " ؛ فالقائل هنا ليس النبيُّ صلى الله عليه وسلم بل هو الراوي( أبو هريرة ) يقول: لم يذكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم  ذنبًا للمسيحِ عليه السلام ، وليس معنى ذلك أنه معصوم من الصغائر ،فلم يقل النبيُّ : صلى الله عليه وسلم إن المسيح عليه السلام لم يفعل ذنبًا ،بل لما ذكر صلى الله عليه وسلم حال الأنبياءِ وذكر عيسى عليه السلام  لم يذكر له ذنبًا ،فهذه جملة اعتراضية وضعت بين شرطتين كما هو ظاهر من المتن.
 
ثانيًا : إن الأمرَ المثير للدهشةِ  هو أن يسوع قال لليهودِ في إنجيل يوحنا إصحاح 8 عدد46 من منكم يبكّتني على خطية.فان كنت اقول الحق فلماذا لستم تؤمنون بي
وفي موضع آخرٍ يقول عن نفسه :إنِه ليس صالحًا بل هو بشرٌ له أخطاء ، فالصالح وحده هو الله تعالي الذي بلا خطيئة ؛جاء ذلك في  إنجيل لوقا إصحاح 19/18-19 وسأله رئيس قائلا ايها المعلّم الصالح ماذا اعمل لأرث الحياة الابدية فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله . 
 فالواضح من النصين التعارض البيّن :
 نصٌ يقول فيه : " من منكم يبكّتني على خطية" أي: من منكم يثبت على خطأ فعلته ؟ 
ونصٌ يقول فيه :" لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله " أي: لماذا تقولون عني أني صالحٌ لا أفعل أخطاء ، الصالحُ الذي بلا خطيئة هو اللهُ وحده ، كما أن هذا النصَ فيه دليلٌ واضحٌ على عدم ألوهيته بخلاف ما يعتقد المعترضون.
ثم إن النصَ الثاني صحيح لا مرية فيه ،ولكن الإشكالية الكبيرة في النص الأول الذي يقول فيه: من منكم يبكّتني على خطية
  قلت :إن كتبة الأناجيل نسبوا له أخطاء كثيرة حتى جعلوه مذنبًا عليه السلام فعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر منها ما يلي:
1- وصفه كاتبُ إنجيل يوحنا بأنه كذب على إخوته حينما طلبوا منه الصعود للعيد فقال : إني لست بصاعد ثم صعد بعدها في الخفاء ! نجد ذلك في إنجيل يوحنا إصحاح7/8-10 عدداصعدوا انتم الى هذا العيد.انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعدقال لهم هذا ومكث في الجليل ولما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا بل كانه في الخفاء
2- وصفه كاتبُ إنجيل يوحنابأنه سب الأنبياء جميعًا ، ويقول عنهم: " سراق و لصوص " !
نجد ذلك في إنجيل يوحنا إصحاح 10/7-8  فقال لهم يسوع ايضا الحق الحق اقول لكم اني انا باب الخراف جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص.ولكن الخراف لم تسمع لهم.
3 وصفه كاتب إنجيل لوقا بأنه سب الفريسيين قائلاً لهم :" يَا أغبياء " !
وذلك لما استضافه أحدُهم لتغذى عنده في بيتِه فوجده لم يغسل يده قبل الأكل نقرأ في إلا صحاح 11/37-40
واما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب انه لم يغتسل اولا قبل الغداء فقال له الرب انتم الآن ايها الفريسيون تنقون خارج الكاس والقصعة واما باطنكم فمملوء اختطافا وخبثا يا اغبياء أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل ايضا
؟
4- تصفه الأناجيلُ بأنه سب المؤمنين من اليهود (الحواريين (في الآتي:
 
1-  قال لبطرس كبير الحواريين : " يا شيطان " (متى 16 / 23).
2-وسب  آخرين منهم بقوله : " أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان "  لوقا ( 24 / 25( 
5- وصفه الكتبةُ بأنه أهان أمَه في موضعين :
الأول:أهانها في وسطِ العرس قال لها:  "يا امرأة"  كما كان يخاطب المرأة الزانية والمرأة الكنعانية (الكلبة )، ومما هو معلوم أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي حرمها اللهُ بعد الشركِ بالله ؛النص في إنجيل يوحنا الإصحاح 2/4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد
الثاني :أتهمها بعدمِ الإيمان (عدم سماع كلامِ الله ) يحتقرها وأخوتَه ويُعرض عن مقابلتهم،وذلك في إنجيل مرقس إصحاح 3/31-35 فجاءت حينئذ اخوته وامه ووقفوا خارجا وارسلوا اليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك واخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي واخوتي. ثم نظر حوله الى الجالسين وقال ها امي واخوتي. لان من يصنع مشيئة الله هو اخي واختي وامي».
 جاء القرآنُ الكريم ليبرأ المسيحَ عليه السلام من ذلك لما قال:]وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)[(مريم)
6-         وصفه  الكتبة بأنه سب المؤمنين من غير بني إسرائيل واصفًا إياهم بالكلاب ،وذلك في عدة مواضع منها :
1- وصف المرأة الكنعانية المؤمنة بأنها من الكلاب ،وذلك في إنجيل متى إصحاح15 وانصرف الى نواحي صور وصيدا. واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا. فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا. فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي. فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. فقالت نعم يا سيد.والكلاب ايضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها حينئذ اجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم ايمانك.ليكن لك كما تريدين.فشفيت ابنتها من تلك الساعة.
2-وصف سائر الأميين بالكلاب و الخنازير و ينصح لليهود بعدم هدايتهم، وذلك في إنجيل متى إصحاح 7 لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تلقوا جواهركم قدام الخنازير .لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقك.
أتساءل:أليس هذا يتناقض مع قولِه: " أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" (متى 5 /44) .
7- وصفه كاتبُإنجيل يوحنا بأنه كانيتعرى أمامَ التلاميذ بشكلٍ يجعل القارئيظن به الظنونَ، وذلك في الإصحاح 13/4-5قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها.
8- وصفه كاتبُإنجيل يوحنا أنه كان جالسًا في حضنِ تلميذ من تلاميذه كان يحبه (يقال : يوحنا ) ؛أعني رجل ينام في حضن رجلٍ مثله...... يا له من أمر مثير للشكوك والدهشة !جاء ذلك في الإصحاح 13/23 وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه.
 
 كتبه / أكرم حسن مرسي المحامي

 http://www.burhanukum.com/article1270.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق