بين اليهوديه والمسيحيه والاسلام ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينه .
….
يختلف اليهود والنصارى فى العديد من النقاط الاعتقاديه والايمانيه والتى لا يمكن أن تجتمع معا أو تنبع من معين واحد ..!
من هذه الاختلافات نذكر ثلاثة نقاط فقط وهى :
النقطة الأولى هى اعتقادهم فى المسيح ، حيث يؤمن اليهود أن المسيح بن مريم انسان كذاب ومجدف وأنه أتى من زنى أو أنه ابن يوسف النجار خطيب مريم عليها السلام ولكنه لم يتزوجها ، بينما يؤمن المسيحيون أن المسيح بن مريم هو ابن الله وهو الله المتجسد فى صورة انسان كامل تجسد من الروح القدس فى رحم مريم واتحد مع الله ويستدلون على الوهيته بما فعل من معجزات ، ويؤمن المسلمون أن المسيح عبد الله ورسوله ولدته أمه مريم بمعجزة الهيه من غير زوج و أرسله الله سبحانه وتعالى وأيده بالمعجزات ليؤمن به بنو اسرائيل وبرسالته من الله .
وبمراجعة النصوص الكتابيه للمعتقدات الثلاثة وما تقوله عن المسيح …
فى العهد القديم (التوراة) كتاب اليهود يذكر فى أحد البشارات والتى يقول عنها اصحاب الكتاب المقدس أن المقصود بها هو المسيح فى سفر اشعياء (هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي. وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم.) 1:42 اشعياء ، ويستخدمها المسيحيون أيضا فى الاستدلال عليه فى العهد الجديد والتى يذكرها كاتب انجيل متى على انها تخبر عن يسوع المسيح بن مريم فى انجيل متى الاصحاح الثانى عشر (17 لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل 18 هوذا فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي سرت به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق)
كما نرى أن البشارة المذكورة فى كتاب اليهود فى كتاب اشعياء والتى يستدل بها المسيحيون عن المسيح فى كتاب انجيل متى تصف المسيح بأنه عبد الله الذى يسكب عليه الروح (الوحى) ليخبر الامم بالحق ويخبرهم بهذا الوحى ، فهو عبد الله ورسوله .
بينما استبدل كاتب انجيل متى كلمة (عبدي) بلفظه أخرى (فتاى) او استبدلها المترجمون لتكون انسب لمعتقدهم فى المسيح ولكن بالرجوع الى الترجمات الاخرى فإن ترجمة الكاثوليك والترجمه الياسوعيه مازالت تستخدم لفظ عبدي الوارده فى العهد القديم ، كما أن الترجمات الانجليزيه تستخدم لفظة ( servant ) والتى تعنى : الخادم أو العبد أو الفتى الخادم وليس الابن كما يؤمن النصارى فى عقيدتهم .
وهذا الوصف الذى جاء به الكتاب عن المسيح هو ما يؤمن به المسلمون ويعتقدونه ويجدونه فى كتابهم القرآن الكريم :
{ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا .يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا . فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا .قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا . وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا . وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا .وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا .ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ .مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ . وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } سورة مريم 27 – 36
فاتفقت الكتب الثلاثة على وصف المسيح أنه عبد الله ورسوله .
النقطة الثانية التى اختلف فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون فى المسيح هى حادثة الصلب وموت المسيح ، يعتقد اليهود أنهم لستطاعوا أن يصلبوا المسيح ويقتلوه وهو الان فى النار والجحيم والقطران مع امه لأنه مجدف ويكذب على الله ، ويتفق النصارى مع اليهود فى نصف هذا الامر ويعتقدون أن اليهود صلبوا المسيح وقتلوه ولكنه قام من الموت وارتفع الى السماء ليجلس على يمين الله بينما يؤمن المسلمون أن اليهود لم يتمكنوا من صلب المسيح وأن الله نجاه منهم وابطل مكرهم ورفعه اليه فى السماء حيا قبل الصلب وأن المصلوب هو انسان آخر غير المسيح تشبه للمسيح أنه هو وصلبوه وهم فى شك منه .
وبمراجعة النصوص الكتابيه للمعتقدات الثلاثة فيما يختص ببشارات حادثة الصلب فى العهد القديم (التوراة) ووقائع حدوثها فى العهد الجديد (الاناجيل) وفى القرآن نجد أن العهد القديم قد ذكر بشارات عن حادثة الصلب ولكنها تدل على نجاة المسيح العبد البار من الصلب وان الله سوف ينجيه ويرفعه اليه وان المصلوب هو الشرير كما فى المزامير ::
المزمور العشرون :
وفيه: “ليستجب لك الرب في يوم الضيق. ليرفعك اسم إله يعقوب، ليرسل لك عوناً من قدسه، ومن صهيون ليعضدك، ليذكر كل تقدماتك، وليستسمن محرقاتك، سلاه، ليعطك حسب قلبك، ويتمم كل رأيك، نترنم بخلاصك، وباسم إلهنا نرفع رايتنا، ليكمل الرب كل سؤلك. الآن عرفت أن الرب مخلص مسيحه، يستجيبه من سماء قدسه، بجبروت خلاص يمينه، هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل، أما نحن: فاسم الرب إلهنا نذكره . هم جثوا وسقطوا، أما نحن: فقمنا وانتصبنا، يارب: خلص، ليستجيب لنا الملك في يوم دعائنا” ( المزمور 20/1 – 9 .)
اَلْمَزْمُورُ الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ
(1اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ. 2أَقُولُ لِلرَّبِّ: مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلَهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ. 3لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. 4بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. 5لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ 6وَلاَ مِنْ وَبَأٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. 7يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ وَرَبَوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. 8إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ. 9لأَنَّكَ قُلْتَ: [أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي]. جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ 10لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. 11لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرْقِكَ. 12عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. 13عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ. 14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي .)
والخلاصة أن تنبؤات المزامير بالأحداث التى يتعرض لها المسيح تشتمل على سبعة عناصر , نذكرها بما يشهد لها من تلك المزامير .
1 -  يتآمر الرؤساء ( الكهنوت اليهودى ) على المسيح لقتله والتخلص منه :
قام ملوك الارض وتآمر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين : لنقطع قيودهما , ولنطرح عنا ربطهما – 2 : 2 -3)
(( الخوف مستدير بى بمؤامرتهم معاً على . تفكروا في أخذ نفسي 13:31 ))
2 – ويستخدم المتآمرون عميلاً من تلاميذ المسيح هو ذلك الشرير الخائن :
(( رجل سلامتى الذي وثقت به , آكل خبزي رفع على عقبه – 9:41 )) .
(ليس عدو يعيرنى فاحتمل . ليس مبغضى تعظم على فأختبىء منه . بل انت انسان عديلي . إلفى وصديقي . الذي معه كانت تحلو لنا العشرة . إلى بيت الله كنا نذهب فى الجمهور – 55 : 12) .
(الشرير يتفكر ضد الصديق ويحرق علية اسنانه .. الشرير يراقب الصديق محاولا ان يميته – 37 : 12 ))
3 – وحين يستشعر المسيح الخطر , فإنة يفزع ويرتاع وتقرب به المحنة من حافة اليأس فيصرخ إلى الله طالبا النجاة وحفظ نفسه من القتل :
(خوف ورعدة أتيا على , وغشيني رعب . فقلت ليت لي جناحا كالحمامة فأطير واستريح – 55 : 5 ) .
(( عظامي قد رجفت ونفسي قد ارتاعت جدا . وانت يا رب فحتى متى . نج نفسي . خلصني من أجل رحمتك لأنه ليس في الموت ذكرك . في الهاوية من يحمدك – 52:6 )) .
(( ارحمني يا رب . انظر مذلتي من مبغضى , يا رافعي من ابواب الموت – 13:9 )) .
((  انظر واستجب لي يارب إلهى . أنر عيني لئلا أنام نوم الموت -  3:13 )) .
((  بذبيحة وتقدمة لم تسر .. محرقة وذبيحة خطية لم تطلب – 6:40 )) .
(( ما الفائدة من دمى إذا نزلت إلى الحفرة . هل يحمدك التراب هل . يخبر بحقك . استمع يا رب وارحمنى . يا رب كن معينا لى – 30 : 9 )) .
(( أقض لى حسب عدلك , يا رب إلهى فلا يشمتوا بي . لا يقولوا في قلوبهم هه شهوتنا . لا يقولوا قد ابتلعناه – 24:35 – 25 )) .
4 – ثم يدعو المسيح على تلميذة الخائن بالهلاك :
(( ليقف شيطان عن يمينه . إذا حوكم فايخرج مذنبا . وصلاتة فلتكن خطية . لتكن أيامة قليلة ووظيفته لياخذها آخر . ليكن بنوه أيتاما وإمراته أرملة .. لتنقرض ذريته في الجيل القادم ليمح اسمهم . من أجل أنه لم يذكر أن يصنع رحمة بل طرد إنسانا مسكينا وفقيرا و المنسحق القلب ليميته – 109 : 6 ، 16  )) .
((  قم يا رب . تقدمه . أصرعه . نج نفسي من الشرير بسيفك -13:17 ))  .
5 – ويستجيب الله دعاء المسيح لنفسة بالنجاة فتفشل المؤامرة ويحفظ الله علية حياتة :
((  في يوم الشر ينجيه الرب . الرب يحفظه ويحييه . يغتبط فى الارض ولا يسلمه إلى مرام أعدائه – 41 : 1)) .
(( الرب ابطل مؤامرة الامم . لا شى أفكار الشعوب . أما مؤامرة الرب فإلى الابد تثبت – 33 : 10 )) .
(( عند رجوع أعدائي إلى خلف يسقطون ويهلكون من قدام وجهك . لأنك أقمت حقي ودعواى . جلست على كرسى قاضيا عادلا . انتهرت الامم – 9 : 3 )) .
(( حينئذ ترتد أعدائى إلى الوراء فى يوم أدعوك فيه . هذا قد علمتة لان الله لى .. شكر لك , لأنك قد نجيت نفسى من الموت – 9:56 ))  .
(( الآن عرفت أن الرب مخلص مسيحه يستجيبه من سماء قدسه بجبروت خلاص يمينه – 6:20 )) .
(( تصيب يدك جميع أعدائك .. لأنهم نصبوا عليك شرا . تفكروا بمكيدة لم يستطيعوها – 8:21 , 11 )) .
(( من الضيق دعوت الرب فأجابني من الرب .. وأنا سأرى بأعدائى .. لا اموت بل احيا واحدث باعمال الرب .. إلى الموت لم يسلمنى – 5:118 – 18 )) .
(( حياة سألك فأعطيته , طول الايام الى الدهر والابد – 4:21 )) .
6 – كما يستجيب الله دعاء المسيح على التلميذ الخائن , فتنقلب عليه مؤامراته ويتجرع ذات الكأس النى شارك فى تحهيزها لمعلمه :
((  سدد نحوه آله الموت . هو ذا يمخض بالإثم .. كرا جبا . حفره فيسقط في الهوة التي صنع . يرجع تعبه على رأسه وعلى هامته يهبط ظلمه – 13:7 – 16 .هيأوا شبكة لخطواتى .. حفروا قدامى حفرة . سقطوا في وسطها – 6:57  ))  .
(( الرب قضاء أمضى . الشرير يعلق بعمل يديه – 16:9 ))  .
(( سيفهم يدخل في قلبهم وقسيهم تنكسر – 15:37 )) .
7 – وتكون وسيله نجاة المسيح من القتل امراً عجباً , اذا يرفعه الله الى السماء فلا يمسسه السوء :
(( يوصي ملائكته بك لكى يحفظوك في كل طرقك . على الايدي يحملونك لأنه تعلق بى أنجيه . أرفعه لأنه عرف اسمى – 11:91 – 14 )) .
(( أصرخ الى الله العلي , إلى الله المحامي عني . يرسل من السماء ويخلصني – 2:57 – 3 )) .
(( ويخبئني في مظلته فى يوم الشر . يسترنى بستر خيمته . على صخرة يرفعنى – 5:27 )) .
(( لم تحسبني في يد العدو , بل أقمت فى الرحب رجلى .. مبارك الرب لأنه قد جعل عجبا , رحمته لى فى مدينة محصنة – 8:31 ,21 )).
هذا – وإذا جمعنا تلك العناصر السبعة التى تشتمل عليها تنبؤات المزامير وقرأتها بتسلسلها لكانت كالآتى :
يتآمر الكهنوت اليهودى على المسيح لقتله والتخلص منه , ويستخدم المتآمرون عميلا من تلاميذ المسيح هو ذلك الشرير الخائن .
وحين يستشعر المسيح الخطر , فإنه يفزع ويرتاع وتقرب به المحنه من حافة اليأس فيصرخ إلى الله طالبا النجاة وحفظ نفسه من القتل , ثم يدعو المسيح على تلميذه الخائن بالهلاك.
ويستجيب الله دعاء المسيح لنفسه بالنجاة فتفشل المؤامرة ويحفظ علية حياته , كما يستجيب الله دعاء المسيح على التلميذ الخائن , فتـنقلب عليه مؤامرته ويتجرع ذات الكأس التى شارك فى تجهيزها لمعلمه .
وتكون الوسيلة التي نجا بها المسيح من القتل امراً عجباً , إذ يرفعه الله إلى السماء فلا يمسه السوء .
تلك هى الحقيقة من المزامير وهى الحقيقه التى يجدها كل من يقرأ المزامير , واضحه كل الوضوح لا لبس فيها ولا غموض .
حقا نقول : لقد تنبأت المزامير بنجاة المسيح من القتل والصلب .
وتنبأت المزامير بهلاك يهوذا .
هلاكاً وسيلته ” آلة الموت ” أو بالأحرى خشبة الصليب , لأنه بسببها يلبس اللعنة والعار والخزى والبوار .    
         وبعرض احداث الصلب وما وقع قبلها فى العهد الجديد (الاناجيل) الذى يؤمن به المسيحيون نجد ::
أولا نجد أن النصوص التى يتنبأ فيها المسيح بحدوث الصلب إنما دائما يقول فيها أن المصلوب ابن الإنسان” ولما أكمل يسوع هذه الاقوال كلها قال لتلاميذه : تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح ، وابن الإنسان يسلم ليصلب” متى 1:26 وكلمة ابن الانسان هذه قد يكون المقصود بها المسيح أو غيره من الناس فكلنا ابن الانسان “  فأجابه الجمع :نحن سمعنا من الناموس أن المسيح يبقى إلى الأبد فكيف تقول أنت أنه ينبغى أن يرتفع ابن الإنسان ؟ من هو هذا ابن الإنسان؟”يوحنا   34:12  فمن السؤال من هو هذا ابن الإنسان ما يدل على أن هذه الصفه ليست حكرا على المسيح حتى فى زمانه .
وفى الانجيل نجد أن المسيح يأخذ تلاميذه الى مكان بعيد ثم ينفصل عتهم ليدعوا الله أن ينجيه من مكر اليهود وليس دعاءاً عادياً بل يخر على وجهه ويدعو ويكرر دعائه ثلاث كما جاء فى باقى النص وهذا نفسه ما جاء فى مرقس 32:14-41 وفى إنجيل لوقا ” وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على  ركبتيه وصلى قائلا : يا أبتاه إن شئت أن تجيز عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك. وظهر له ملاك من السماء يقويه وإذا كان فى جهاد كان يصلى بأشد لجاجه وصار عرقه كقطرات دم نازله على الأرض .” لوقا 41:22-44 فهل مثل هذا الدعاء لهذا البار الصالح التقى الذى يدعوا وهو راكع على ركبتيه ويخر بوجهه على الأرض ويلح ويكرر فى الدعاء يرد ولا يسمعه الله .
بل يخبرنا كاتب رسالة العبرانيين أن الله استجاب له ونجاه من الموت فى رسالة العبرانيين الاصحاح الخامس (7 وَالْمَسِيحُ، فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِ الْبَشَرِيَّةِ عَلَى الأَرْضِ، رَفَعَ أَدْعِيَةً وَتَضَرُّعَاتٍ مُقْتَرِنَةً بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ، إِلَى الْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ. وَقَدْ لَبَّى اللهُ طَلَبَهُ إِكْرَاماً لِتَقْوَاهُ.) ترجمة كتاب الحياة .
وعن طريقة نجاة المسيح يقول المسيح بنفسه فى روايات هذا الكتاب “فأرسل الفريسيون ورؤساء الكهنه خداما ليمسكوه .فقال لهم يسوع : أنا معكم زمانا يسيرا بعد ثم أمضى إلى الذى أرسلنى .ستطلبوننى ولا تجدوننى وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا . فقال اليهود فيما بينهم :إلى أين هذامزمع أن يذهب حتى لا نجده نحن ؟ ألعله مزمع أن يذهب إلى اليونانيين ؟ ما هذا القول الذى قال: ستطلبوننى ولا تجدوننى وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا؟ ” يوحنا 32:7-36
وبالرغم من أن كلام المسيح عليه السلام واضح أنه سوف يذهب إلى الذى أرسله ثم يبحث عنه اليهود فلا يجدوه ولا يستطيعوا الذهاب إلى حيث هو موجود لكنهم لم يفهموا فوضح لهم المسيح أكثر فقال “قال لهم يسوع أيضا : أنا أمضى وستطلبوننى وتموتون فى خطيتكم حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال اليهود ألعله يقتل نفسه حتى يقول :حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا؟. ” يوحنا 8 : 21 – 22
ويكرر المسيح نفس هذه البشارة لتلاميذه “يا أولادى أنا معكم زمانا قليلا بعد .ستطلبوننى وكما قلت لليهود : حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا ، أقول لكم أنتم الآن” يوحنا 33:13  وننتقل إلى بشارة أخرى ” أجابهم يسوع : ألآن تؤمنون ؟ هوذا تأتى ساعة ، وقد أتت الآن ، تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركوننى وحدى. وأنا لست وحدى لأن الآب معى. قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فىَ سلامٌ . فى العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثِقوا : أنا قد غلبتُ العالم” يوحنا 31:16-33 قد تنبأ المسيح أنه وقت أن يحاول اليهود القبض عليه سوف يتركه الجميع وهذا ما حدث أثناء القبض على يسوع ولكنه قد غلبهم كما قال .
 ونأتى إلى علامة أخرى من العهد الجديد تدل على أن المصلوب ليس المسيح ” والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين : تنبأ! من هو الذى ضربك؟ وأشياء أُخَرَ كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين. ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب: رؤساء الكهنه والكتبه وأصعدوه إلى مجمعهم قائلين : إن كنت أنت المسيح فقل لنا! فقال لهم : إن قلت لكم لا تصدقون وإن سألت لا تجيبوننى ولا تطلقوننى. منذ الآن يكون ابن الإنسان جالسا عن يمين قوة الله. فقال الجميع : أفأنت ابن الله ؟ فقال هو:أنتم تقولون إنى أنا هو. فقالوا: ما حاجتنا بعد إلى شهادة؟ لأننا نحن سمعنا من فمه ” لوقا 63:22-71
هذا بخلاف ما ورد فى الاناجيل من تناقضات كثيره فى حادثة الصلب تشكك فى صدق روايتها ، ومن يتتبع بشارات وأحداث حادثة الصلب من الكتاب المقدس يجد ويتأكد أنها تشير الى نجاة المسيح وحتى من يتكلم عن وقوع الصلب فهو فى شك من أن الملوب هو المسيح عليه السلام وهذا تصديقا لما ورد فى القرآن الكريم :
“وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156)  وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) ” سورة النساء 156-159
وأما الإختلاف الثالث والذى يتفق فيه اليهود مع المسيحيين هو الإسائه للأنبياء والصالحين فى كتابهم المقدس (العهد القديم) فقد وصفوهم بأنهم شربوا الخمر وتعروا وزنوا وقتلوا وبنوا الاصنام وشيدوا المعابد لها بل ونهم من عبد الاوثان فى آخر حياته .
وحتى لا أطيل فيمكن مراجعة هذا فى الرابط ::
حتى أن اليهود والمسيحيين أساءوا الى رسول الاسلام “محمد” صلى الله عليه وسلم وحاولوا قتله وبعد أن حاولوا أن يعتدوا على شخصه وينالوا منه فمازالوا (اليهود والنصارى) يسيئون الى سيرته ويسبونه ويلقون عليه التهم .
بينما يؤمن المسلمون أن الانبياء هم خيرة الله من خلقه وأفضلهم واتقاهم لله ، أختارهم الله واصطفاهم وطهرهم ليكونوا اهلا لتبليغ رسالته وكلامه الى عباده وحتى يكونوا قدوة لهم وأسوة يقتدى الناس بهم ويسيرون على نهجهم .
فبعد أن ذكرهم فى القرآن قال عنهم “أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (90) ” الانعام
وعلى الرغم من الإساءة والسب الذى يجده محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى فى حياته وبعد مماته إلا أنه وفى أكثر من موضع يوصى اتباعه والمؤمنين به بأهل الكتاب خيرا وأن يحسنوا اليهم ويبروهم ويعاملوهم بالقسط فى القرآن الكريم “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.” (الممتحنة:8)
وشرع فى الاسلام الزواج من أهل الكتاب أحل طعامهم للمسلمين وذلك من أعلى درجات البر والرحمه والصله أن يأكل المسلم من طعام أهل الكتاب ويتزوج منهم ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ المائدة 5 .
بعد هذا العرض لن أعلق على العقائد الثلاثة وعن الحق الواضح البيِّن لمن أراد الحق ولكن أذكر ما قاله الله تعالى فى كتابه القرآن الكريم “هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.” [الجاثية:29].
“وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ” (42) الأنفال
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
http://www.almaseh.net/index.php/corner-articles/4074.html