الاثنين، 3 مارس 2014

مريم أم الله

مريم أم الله
(ثيؤطوكس -  Θεοτοκος)

هذا لقب للسيدة مريم تلقبها بهذا اللقب الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية معاً
إن الكثير من المسيحيين يرفضون هذا الاسم ويقولون أن هذا الاسم يجعل السيدة مريم لها وجود قبل الله .

وهذا ما أكده القس صموئيل بندكت في كتابه (90)  عندما قال :
(وتعلم الكنيسة الكاثوليكية أن مريم هي (أم الله) وبذلك تجعلها أم الطبيعة الإلهية للمسيح. لم تكن مريم أم لاهوت المسيح ولكنها كانت أم الطبيعة البشرية فقط. وعندما نقول أن مريم هي (أم) الله نعتبرها موجودة قبل الله ونجعل لله بداية.

مع العلم أنها مخلوقة بشرية خلقها الله كباقي الناس. صحيح أن أليصابات قالت لها ( أم ربي )  في لوقا 1: 43 ، ولكن ذلك لا يعني أنها أم يهوه، ( أم الله ) ) أ.هـ

وقد هاجمت الفرق البروتستانتية هذه الكلمة (أم الله) وقالوا بعدم جواز تسمية العذراء مريم بوالدة الإله أنما تسميها أم يسوع فقط بقولهم أنها لم تلد اللاهوت إنما ولدت الجسد فقط (91). وقالت أن كل هذه الأعمال هي أعمال شرك ووثنية .
وهناك الكثير جداًً ممن أدعوا أن مريم هي أم الله وليست أم الجسد فقط بل هي والدة الإله (ثيؤطوكس Θεοτοκος  ) .

وقد إستدلوا على بعض النصوص التي تثبت إنكارهم لهذا اللقب منها :
(المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح ) يوحنا 3/6
وقد إستشهدوا بهذا النص قائلين بأن السيدة مريم جسد والذي يولد منها لابد أن يكون جسد فقط ولا يجوز أن يكون إلهاً ..

فقد أكدت الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية هذا الإيمان بأن مريم أم الله ونأخذ على سبيل المثال لا الحصر :

القديس البابا كيرلس عمود الدين 444 م (92) :
( إني أتعجب كيف يسوغ وقوع الريب في هل إن العذراء القديسة ينبغي أن تُدعي والدة الله لأنه إن كان ربنا يسوع المسيح إلهاً والعذراء أمهُ فهي إذاً أم الله )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القديس يوحنا الدمشقي 749م  (93) :
( إن النعمة غلبت الطبيعة وكان من المقرر أن تولد أم الله من حنة فلم تتجاسر الطبيعة أن تتعدي على النعمة فظلت عاقراً إلى أن أنجبت النعمة ثمرتها . . . فيا لغبطة يواقيم الذي ألقى زرعاً طاهراً ويا لعظمة حنة التي نمت في أحشائها إبنة كاملة القداسة )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القديس ميتوديوس 885 م  (94) :
( إن إسمك يا أم الله ممتلئ نعماً وبركات لقد فهمتِ ما لم يصل إليه إبراك وحويتِ من لا حد له أنتِ أم الخالق ومغذية مغذي الكل قد حملتِ من بكلمتهِ يحمل الكل . . )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجمع اللاتراني الأول (95)  فقد جاء في قانونه الثالث :
( من لا يؤمن حقيقة أن أم الله القديسة والدائمة البتولية مريم البريئة من الدنس قد حبلت من الروح القدس بدون زرع بشري بالإله الكلمة المولود من الآب قبل كل الدهور وولدته بلا فساد وبقيت بعدها بتولاً بعد الولادة فليكن محروماً)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابا يوحنا بولس الثاني 25/ 3 /1987(96) :
( إن مريم العذراء هي الممتلئة نعمة . . ويتجلى مجد النعمة وكمالها في والدة الإله لكونها افتديت بشكل  فائق واستثنائي )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولقد لقبها الأنبا غريغوريوس (97)
 بأم الله ( والدة الإله ) وقال إن الخارج من أحشائها إنما هو الإله الظاهر في الجسد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتُصلي الكنيسة البيزنطية وتقول  (98) :
( يا حنة إننا نعيد اليوم لحبلك استجاب الله لابتهال جديكِ القديسين ومنحهما ثمراً . . إن حنة المجيدة الآن تحبل بالنقية والدة الإله )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجمع الفاتيكاني الثاني المسكوني  (99) :
( يريد أن يوضح بجلاء وظيفة العذراء الطوباوية في سر الكلمة المتجسد والجسد السري وأن يبين واجبات البشر المفتدين نحو والدة الله أم المسيح وأم البشر وأم المؤمنين بخاصة )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجمع أفسس
رفض البعض إطلاق لفظ أم الله الذي أطلقه البعض على مريم لأنه يدلل على وجود مريم قبل الله ويجعل الله له بدأ ولكن تَقرر في هذا المجمع لفظ أم الله . (100)

وقد قام القمص العلامة ميخائيل مينا بالدفاع عن هذا اللقب قائلاً من يقول أن هذا اللقب غير صحيح يتبع ضلالة نسطور الذي رفض هذا اللقب . (101)
وبهذا وبحسب إيمان الآباء المُسْتَلم فمريم أم الله وليست أم الناسوت فقط مما يدل على ألوهية مريم بحسب الفكر المسيحي

وهذا ما أقره القس صموئيل بندكت  في كتابه  (102) عِنْدما قال :
(وتعلم الكنيسة الكاثوليكية أن مريم هي (أم الله) وبذلك تجعلها أم الطبيعة الإلهية للمسيح. لم تكن مريم أم لاهوت المسيح ولكنها كانت أم الطبيعة البشرية فقط. وعندما نقول أن مريم هي (أم) الله نعتبرها موجودة قبل الله ونجعل الله بداية. )

أحب أن أوضح وأقول أن السيدة مريم وإبنها المسيح عليهما السلام بريئان من كل هذا الإيمان الخاطيء .

ولم يتم وصفها بهذه الصفات فقط ولكن إستمرت الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بإطلاق أسماء وألقاب وصفات خاصة بالله بحسب الفكر المسيحي . !


 
(90)  كتاب  العقائد الكاثوليكية في الكتاب المقدس - الفصل السابع وتحت عنوان القديسة الطوباية مريم - ترجمة القس يعقوب قاقيش
(93)  موسوعة الآباء اليونانيين MG   مجلد 96 عمود 664 , 665  . *
(101)  كتاب موسوعة علم اللاهوت للعلامة القمص ميخائيل مينا صفحة 425 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق