الاثنين، 3 مارس 2014

هل المسيح فى الكتاب المقدس هو ابن الله البكر فقط أم له أخوة !؟

هل المسيح فى الكتاب المقدس هو ابن الله البكر فقط  أم له أخوة !؟

من المعلوم ان العقيدة هى الطريق  , فمن كان على عقيدة صحيحة فهو على الطريق الصحيح , وأما من اعتقد اعتقادًا  خاطئ ً فقد ضل الطريق .
ولا شك ان لكل طريق علامات تهدى السالك فيه الى معرفة  هل هو صحيح ام أنه يسير فى طريق مخالف للإتجاه الصحيح
ومن الأصول الاعتقادية التى نريد ان نعرف معالم الطريق فيها عقيدة بنوة المسيح للآب


فهل المسيح ابن الله أم لا ؟
وان كان ابن الله فما معنى ذلك ؟
وماذا يترتب على هذا الاعتقاد من عمل ؟
ونبدأ بالسؤال الأول : هل المسيح ابن الله أم لا ؟
وستكون الإجابة من الكتاب المقدس  حتى  لا نكون فى وادٍ والكتاب فى واد وقد ورد فى هذا الأمر نصوص عديدة منها ما ذكر ان المسيح ابن الإنسان
كما جاء فى إنجيل متى  (( إن ابن الإنسان لابد أن يمضى كما كتب له )) متى (26 : 24 )
وقد جاء فى الانجيل أيضا ان المسيح ابن الله او يقول لله أبي ومن هذه النصوص
يوحنا [ 14 : 28 ] : (( أبي أعظم مني ))
والان كيف نبدأ فى الجواب عن السؤال الأول
وهو هل المسيح أبن الآب أم لا ؟
والإجابة هى:  إن المسيح فى الانجيل هو ابن الآب
وبهذا ندخل فى السؤال الثاني
وهو ما معنى بنوة المسيح للآب ؟
وقد قلنا أن الانجيل جاء فيه ان المسيح ابن الله و لكن ليست بنوة حقيقية  , فهو ليس من الآب ولا الآب منه وقد وردت أدلة كثيرة جداً فى الإنجيل وكأن المسيح يعلم ان الامر سيحدث فيه لبس كبير ومن هذه النصوص :
ما نص عليه يوحنا [ 14 : 28 ] : (( أبي أعظم مني )) وهذا العدد رائع جدا وواضح جدا يبين فيه المسيح انه ليس كالآب ,  وأن الآب  أعظم منه فهو ليس كالله لأن الله هو ربه وإلهه
وهذا ورد فى نص أوضح من الأول  فيقول يسوع متوجهاً للآب
(( أنت أبى وإلهى )) مزمور (89 : 26) وهذا نص يوضح لك ان المسيح ليس كالله , فكيف يكون للإله إله ؟
اذن الامر اصبح معقداً جدا ولابد له من حل وتوضيح
وهذا يوضحه لنا الإنجيل توضيحاً واضحاً  حيث جاء فى يوحنا: 1 : 12 (( وأما الوصف الذي قَبِلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باْسمه ))
وقد جاء أيضا في رسالة بولس إلى أهل رومية [8 : 14]: (( لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله )) , وجاء فيها أيضاً  ((الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله)) رومية [8 : 15]
ولكن قد يقول ان بنوتنا للآب ليست كبنوة المسيح للآب
ولكن سنجد ان هذا الكلام يرد عليه المسيح قائلاً :
(( أصعد إلى أبي وأبيكم والهي وإلهكم )) [ يوحنا 20 : 17 ] وهذا رد واضح على من قال ان المسيح ابن الله على الحقيقى  واما بقية البشر فهم ابناءه يعنى يرعاهم, فلم يُـفرق المسيح بين بنوته للآب وبين بنوة المؤمنين  فيوضح لنا المسيح انه كالبشر يرعاه الله لانه يعبد الله كما يعبده البشر .
وقد جاء  فى أعمال الرسل [ 3 : 13 ، 26 ] : (( إن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، إله آبائنا ، قد مجد عبده يسوع . . .
ثم نجد النصوص كثيرة جدا توضح لنا ان المسيح ليس هو فقط ابن الله ولكن كل من اتبع تعاليم الرب فهو ابنه أى ان الرب يرعاه ويوفقه للخير والحق ومن هذه النصوص :
ما جاء فى سفر الحروج ((إسرائيل هو ابنى البكر)) (4 : 22) وهذا نص قاطع ان المسيح ليس مميز بالبنوة لانه وان كان ابن الآب إلا انه ليس ابنه البكر لأن ابنه البكر هو اسرائيل , وقد يسأل أحدهم فيقول هل اسرائيل افضل من المسيح ؟ فنقول لا بل المسيح أفضل من اسرائيل ولكن اسرائيل قد رعاه الله ووفقه الى حمل الرسالة قبل مولد المسيح وهذا يفسر لك أيضا معنى بنوة المسيح .
وقد جاء أيضا  فى سفر التثنية (( أنتم أبناء للرب إلهكم )) تثنية (14 : 1) وهو توضيح لِما تم ذكره , وإليك بعض النصوص لتتأمل فيها بدون أن اعلق عليها
جاء أيضا  فى سفر التثنية (( أليس هو أباكم ؟ )) تثنية (32 : 6)
(( وأنت أيها الرب أبونا )) إشعياء (63 : 16)
(( أنت أبى وإلهى )) مزمور (89 : 26)
(( أليس لنا أب واحد لكلنا ، أليس إله واحد خلقنا )) سفر ملاخي [ 2 : 10 ]
سفر إرميا، يقول الآب: (( لأني صرت لإسرائيل أبا، و أفرايم هو بكري )) [ إرميا 31 : 9 ]
(( لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله )) [ رو 8 : 14 ]
والآن ننتقل الى السؤال الأخير بعد ان الاجابة على السؤال الاول والثاني :
فقلنا ان المسيح ابن الآب ولكن ليس ابنه على الحقيقة بل هو ابنه بمعنى ان الآب يرعاه ويحفظه ويوفقه الى الخير كما  أن اسرائيل ابن الله وكما ان أفريم أصبح ابن الآب كما جاء فى  سفر إرميا: (( لأني صرت لإسرائيل أبا، و أفرايم هو بكري )) [ إرميا 31 : 9 ] فإن المسيح أيضاً مثل اسرائيل وأفرايم
)) ( العهد الجديد المطبعة الكاثوليكية ) وهذا نص رائع جداً يوضح لنا من هو يسوع  فهو عبد لله مجده الله بالرسالة وجعله نبي ورفع قدره ثم رفعه الى السماء كما ذكرناه فيما مضى   فى أعمال الرسل [ 3 : 13 ، 26 ] : (( إن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، إله آبائنا ، قد مجد عبده يسوع .
ولعلنا نجد حل لهذا الامر فى كلام الله  فلو بحثنا لوجدنا قول الله عز وجل فى القرآن الكريم { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ } -  سورة الزمر 4 -  أي: لكان الأمر على خلاف ما يزعمون  وهذا شرط لا يلزم وقوعه ولا جوازه، بل هو محال، وإنما قصد تجهيلهم  فيما ادعوه وزعموه،  , والآية فيها دللالة على أنه لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى من خلقة ولاختار منهم ما يشاء , لأنه محال أن يكون للرب ابناً على الحقيقة وإنما الامر لو أراده الله لكان هذا الابن مخلوقاً وليس إله لأنه محال أن يكون لله ابن لان الذى يكون له ابناً هو المخلوق و من كمال صفات الرب انه لا يكون كالخلق يلد ويكون له ابناً

وأما عن السؤال الثالث :
ماذا يترتب على هذا اعتقادنا ان المسيح ابن الآب ولكن ليس على الحقيقة  ؟
والجواب
اننا لا ننتقص من قدره فهو من أفضل الأنبياء والرسل ولا نغالي فيه فنرفعه الى درجة الألوهية وإنما هو عبد الله ورسوله يقول ما يأمره الله بقوله و لايفعل شيئاً من المعجزات إلا بإذن الله , لأن الذى لا يستطيع أن يغفر لأحد لا يستطيع ان يُحي الموتى إلا بإذن الله كما جاء فى روميه (( ما زال المسيح يصلي لله من أجل المؤمنين )) الرسالة إلى أهل رومية [ 8 : 26 ، 27 ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق