إن أكثر ما يستدل به النصارى على ألوهية المسيح من نصوص وشواهد كلها مبنى على التفسير بالاحتمال ومردود عليه بما هو اقوى منه فى تفسيره وأقرب لليقين منه إلى ظن النصارى فى تفسيرهم , وكما قلنا أنه إذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال , فالعقيدة والايمان لا تؤخذ إلا من النصوص الصريحه القطعية الدلاله والقطعية الثبوت المحكمة فى اللفظ .
وفى المقابل نعرض أمثله من النصوص الوارده فى كتاب النصارى المقدس والقطعية الدلاله ما يثبت أن المسيح ما هو إلا عبد الله ورسوله والتى وردت :
1- بشهادة رب الكتاب المقدس الذى يؤمن به النصارى
2 – شهادة انبياء الكتاب المقدس (العهد القديم)
3 – شهادة على لسان المسيح ابن مريم
4 – شهادة على لسان شهود العيان الذى عاينوا المسيح وآمنوا به
5 – شهادة على لسان شهود العيان الذين عاينوا المسيح وكفروا به
6 – شهادة على لسان تلاميذ المسيح فى تبشيرهم وتكريزهم للأمم
7 – شهادة على لسان التابعين بعد المسيح فآمنوا به ولم يروه
8 – شهادة الشيطان
9 – شهادة الملائكه
10 – ما يقبله العقل بعد النقل
=======================
أولا : شهادة رب الكتاب المقدس على عبودية يسوع وأنه رسول ونبى :
بشارة سفر اشعياء والتى يذكرها كاتب انجيل متى على انها تخبر عن يسوع المسيح بن مريم
هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي. وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم.1:42 اشعياء
يقول النصارى أن هذه البشارة عن المسيح وكما نرى أنه موصوف بالعبوديه لله وأنه مختاره ومرسله الى الامم ليظهر لها الحق .

ثانيا : شهادة أنبياء الكتاب المقدس والذى قال المسيح عنهم ,
وقال لهم: «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير». 44:24 انجيل لوقا
فماذا قال موسى والانبياء والمزامير ؟
قال موسى :
«يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون. 15:18 التثنية
يقيم الرب نبيا مثل موسى , ولم يكن موسى الها متجسدا أو أقنوما .
قال الانبياء :
من ذلك ما جاء في كلام عاموس النبي “قال الرب: من أجل ذنوب إسرائيل الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه، لأنهم باعوا البار بالفضة…” (عاموس 2/6)، فهو لم يقل: في بيعهم إياي، ولا بيع إله متساو معي، بل سماه باراً، وهو وصف يقتضي كمال العبودية لله.
قالت المزامير فى نصوص يؤمن النصارى أنها تشير الى المسيح :
مزمور 35 : 23. اسْتَيْقِظْ وَانْتَبِهْ إِلَى حُكْمِي يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي إِلَى دَعْوَايَ.
24. اقْضِ لِي حَسَبَ عَدْلِكَ يَا رَبُّ إِلَهِي فَلاَ يَشْمَتُوا بِي.
25. لاَ يَقُولُوا فِي قُلُوبِهِمْ: [هَهْ! شَهْوَتُنَا]. لاَ يَقُولُوا: [قَدِ ابْتَلَعْنَاهُ!]
26. لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلْ مَعاً الْفَرِحُونَ بِمُصِيبَتِي. لِيَلْبِسِ الْخِزْيَ وَالْخَجَلَ الْمُتَعَظِّمُونَ عَلَيَّ.
27. لِيَهْتِفْ وَيَفْرَحِ الْمُبْتَغُونَ حَقِّي وَلْيَقُولُوا دَائِماً: [لِيَتَعَظَّمِ الرَّبُّ الْمَسْرُورُ بِسَلاَمَةِ عَبْدِهِ].
28. وَلِسَانِي يَلْهَجُ بِعَدْلِكَ. الْيَوْمَ كُلَّهُ بِحَمْدِكَ.
وتمتلئ المزامير بمثل هذه البشارات عن حادثة المؤامرة على المسيح لصلبه (ونجاته من الصلب) ولكن لن اذكرها لعد الاطاله فطالب الحق يكفيه دليل وصاحب الباطل لن يرضيه الف دليل .
.
ثالثا : شهادة وردت على لسان المسيح ابن مريم يتكلم فيها عن ذاته وطبيعته :
” أنتم تدعونني معلّماً وسيّداً، وحسناً تقولون، لأني أنا كذلك” (يوحنا 13/13)،
” فكانوا يعثرون به، وأما يسوع فقال لهم: ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته” (متى 13/57)،
قال: “تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ” (يوحنا 8/40)،
” ينبغي أن أسير اليوم وغداً وما يليه، لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارجاً عن أورشليم. يا أورشليم يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين” (لوقا 13/33-34)،
وقال: «الحق أقول لكم إنه ليس نبي مقبولا في وطنه. 24:4 انجيل لوقا
يوحنا 17 : 3. وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.
هذا ما ورد عن المسيح قبل حادثة الصلب المزعومه والقيامه , يقول القس فندر فى كتابه (مفتاح الاسرار) مبررا عدم تصريح المسيح بألوهيته فى العهد الجديد :”ما كان أحد يقدر على فهم هذه العلاقة والوحدانيه قبل قيامه وعروجه .. فلو قال صراحة لفهموا أنه إله بحسب الجسم الإنسانى .. إن كبار ملة اليهود أرادوا أن يأخذوه ويرجموه , والحال أنه ما كان بين ألوهيته بين أيديهم إلا عن طريق الالغاز” .
فهل صرح المسيح بألوهيته وتجسده بعد القيامه ؟ وهل علم تلاميذه من بعد قيامته وعروجه بأنه الاله المتجسد فبشروا بذلك ؟
شهادة المسيح عن نفسه بعد القيامه من الاموات (المزعومه) ..
يوحنا 20 : 17. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».
وإن من صريح النص ووضوحه ما يغنى عن التعليق .
.
رابعا : شهادة من عاينوا يسوع وآمنوا به ورأوا معجزاته أمام أعينهم :
فعندما أحيا المسيح ابن الأرملة في نايين ” أخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم، وافتقد الله شعبه” (لوقا 7/16).
فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا: «هذا بالحقيقة هو النبي». 40:7 انجيل يوحنا
قالوا أيضا للأعمى: «ماذا تقول أنت عنه من حيث إنه فتح عينيك؟» فقال: «إنه نبي». 17:9 انجيل يوحنا
فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: «إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم!» 14:6 انجيل يوحنا
وكذا الجموع التي رأته كثيراً في أورشليم، وخرجت لاستقباله لما دخل أورشليم دخول الأبطال، هذه الجموع كانت تعتقد بشريته ونبوته ” فقالت الجموع: هذا يسوع النبي الذى من ناصرة الجليل” (متى 21/11).
ومن أمثلة هذا فى الاناجيل كثير جدا .
وهذه شهادة يوحنا المعمدان : (انظر متى 11/11)، يرسل إلى المسيح رسلاً بعد أن عمده ليسألوه ” أما يوحنا فلما سمع في السجن بأعمال المسيح؛ أرسل اثنين من تلاميذه. وقال له: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟ فأجاب يسوع وقال لهما: اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران، العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يبشّرون. وطوبى لمن لا يعثر في” (متى 11/3-6).
يدعوا المسيح لمن لا يعثر فيه فيبالغ فى مدحه وإطرائه بأنه إله أو يكفر به , وبالطبع لن يخفى على يوحنا المعمدان حقيقة الاله المتجسد وهو الملاك المفروض أن يهيئ له الطريق .
ولما عرض المسيح – متنكراً بعد الصلب المزعوم – لرجلين من أصحابه قد حزنا بسبب ما تردد عن صلبه، سألهما عن سبب حزنهما فقالا: ” يسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب، كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت، وصلبوه. ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل” (لوقا 24/19-21).
.
خامسا : شهادة من عاينوا يسوع ولم يؤمنوا به :
“ألعلك أنت أيضاً من الجليل؟ فتّش وانظر. إنه لم يقم نبي من الجليل” (يوحنا 7/52)،
“فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك، تكلم في نفسه قائلاً: لو كان هذا نبياً لعلم من هذه المرأة التي تلمسه؟ وما هي؟ إنها خاطئة” (لوقا 7/39).
وإذ كانوا يطلبون أن يمسكوه خافوا من الجموع لأنه كان عندهم مثل نبي. 46:21 انجيل متى
هذا ما ورد عن من أنكروا المسيح وكفروا به , فكان إنكارهم وكفرهم به أن يكون نبيا ولم ينكروه أن يكون الها أو أقنوما .
.
سادسا : شهادة تلاميذ المسيح فى تبشيرهم وتكريزهم للأمم
هل علم التلاميذ بالحقيقة التى اخفاها المسيح عنهم من كونه الها متجسدا بعد قيامته وعروجه الى السماء فبشروا بذلك ؟
سمعان الصفا (بطرس)، أقرب التلاميذ إلى المسيح يقول وهو ممتلئ من الروح القدس: “أيها الرجال الإسرائيليون، اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون، هذا أخذتموه مسلّماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي آثمة صلبتموه وقتلتموه” (أعمال الرسل 2/22)
يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة…” (أعمال 10/38).
ها هو بطرس رئيس التلاميذ يشهد بعد الصلب المزعوم والقيامه والصعود الى السماء أن المسيح ما هو إلا رجلا كان يصنع القوات والعجائب بمشيئة الله (صنعها الله بيده) ولم يتكلم عن تجسد أو ألوهية المسيح
ويكرز تلاميذ المسيح الناس ويدعونهم الى الايمان بالمسيح العبد وليس الاله المتجسد كما ورد فى مواضع كثيرة من سفر أعمال الرسل :
كما وقد وصف الكتاب المسيح بصفة العبودية في مواضع عدة، ومن ذلك ما جاء في متى في وصف المسيح“هو ذا عبدي” (متى 12/18)، وفي سفر أعمال الرسل “قد مجد عبده يسوع .. القدوس البار” (أعمال 3/13-14)، “فإليكم أولاً أرسل الله عبده” (أعمال 3/26)، وفي موضع آخر: “عبدك القديس يسوع ” (أعمال 4/30).
وقد استبدلت لفظة (عبد) في بعض التراجم العربية الحديثة بكلمة “فتى” الموهمة للعبودية أو البنوة، وذلك في ترجمة الفانديك المشهورة، بينما استخدم الآباء اليسوعيون كلمة “عبد”، وهو كذلك في اللغات العالمية، فالتراجم الإنجليزية تستخدم كلمة (servant).
وكتوضيح لهذا الصنيع الموهم ننقل قول متى: “لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: هوذا فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي سرّت به نفسي، أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق” (متى 12/17-18)، فاستخدم كلمة (فتى)، فيما استخدم سفر إشعيا الذي نقل منه متى كلمة (عبد)، فيقول: “هوذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سرّت به نفسي، وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم” (إشعيا 42/1).
.
سابعا : شهادة التابعين من المؤمنين بالمسيح ولم يروه ولكنهم تسلموا الايمان من تلاميذه :
القديس لوقا يذكر فى انجيله الاصحاح الثانى : 40. وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
52. وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.
فإذا كان يسوع يخفى لاهوته عن الناس ويظهر أنه ينمو أمامهم فى الحكمه , فهل كان يخفى لاهوته عن الله أيضا حتى يذكر لوقا أن المسيح كان يتقدم فى الحكمة والقامة والنعمة أمام الله أيضا ؟؟!! أم أن لوقا لم يكن على علم بهذا الخطه ؟
فكما كان الطعام ينميه جسديا كان التعليم فى الهيكل ينميه عقليا وروحيا , مما يعنى أنه كان ناقصا فى الحكمة والعلم
يقول القديس بولس فى رسائله , وهو من التابعين الذين آمنوا بالمسيح ولم يراه :
يقول بولس في رسالته الأولى إلى تيموتاوس (2 / 5 ):
 لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، ”
توضح الفقرة ان الله الاله الواحد مختلف ومتمايز عن يسوع المسيح الوسيط ولا صحة لما يدعيه النصارى من اتحاد او وحدانيه فى الطبيعه او شركه فيها او غير ذلك .
رسالة بولس إلى أهل كولوسي (1 /15 ) حيث قال يصف المسيح:
” هو صورة الله الذي لا يرى و بكر كل خليقة ”
فيقرر أن المسيح مخلوق
قول بولس في رسالته إلى أهل أفسس (1 / 16 ـ 17 ):
” لا أكف عن شكر الله في أمركم، ذاكرا إياكم في صلواتي لكي يهب لكم إلــهُ ربِّنا يسوع المسيحِ، أبو المجد، روحَ حكمة يكشف لكم عنه تعالى لتعرفوه حق المعرفة ”
فيقرر أن الله هو إله ربنا (معلمنا) يسوع ولم يذكر شيء عن الاله المتجسد يسوع
كما يقول أن اللهَ تعالى سيدُ المسيح و مولاه الآمرُ له، فجاء واضحا في قول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس أيضا الاصحاح 11 : 3
” و لكني أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح و رأس المرأة هو الرجل و رأس المسيح هو الله “.
في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس (3 / 22 ):
” كل شيء لكم و أنتم للمسيح و المسيح لله “
بين بولس مراراً موت المسيح و أنه دفن و بقي في قبره ثلاثة أيام إلى أن بعثه الله تعالى حيا: انظر رسالته إلى رومية: 8 / 34 و 14 / 9، و رسالته إلى أهل غلاطية: 2 / 21، و رسالته إلى أهل فيليبي: 2 / 8.. الخ.
هذا في حين يقول بولس واصفا الله تبارك و تعالى: “….. المبارك العزيز الوحيد، ملك الملوك و رب الأرباب الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس و لا يقدر أن يراه، الذي له الكرامة و القدرة الأبدية. آمين
.
ثامنا : شهادة الشيطان :
والشيطان أيضاً لم ير في المسيح أكثر من كونه بشراً، فاجترأ عليه محاولاً غوايته، لذلك فقد حصره في الجبل أربعين يوماً من غير طعام ولا شراب، وهو في ذلك يمتحنه ويمنيه بإعطائه الدنيا في مقابل سجدة واحدة له “أخذه أيضاً إبليس إلى جبل عال جداً، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له: أعطيك هذه جميعها، إن خررت وسجدت لي، حينئذ قال له يسوع: اذهب يا شيطان، لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد” (متى 4/9-10)، فهل كان الشيطان يعِد الرب العظيم – مالك كل شيء وواهبه – بالدنيا؟!!.
فهل يجرؤ الشيطان أن يختبر الرب الاله ويمتحنه ؟
ومن يدعى أن الشيطان لم يكن يعرف حقيقة المسيح وأن المسيح أخفى لاهوته عن الشيطان لتتم خطة الله فى الفداء فقد تجاهل حدوث ظواهر وارهاصات عند ميلاد المسيح علم بها المجوس بميلاده وحقيقته وجاءوا ليسجدوا له , فهل يعلمها المجوس وتخفى عن الشيطان (رئيس العالم) كما يسميه الكتاب المقدس ؟
كما ينكر صريح ما ورد فى الانجيل من أن الشياطين كانوا يعرفون المسيح فى نفس الاصحاح الذى ذكر فيه اختبار الشيطان
لوقا 4 : 33. وَكَانَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِسٍ فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:
34. «آهِ مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ».
35. فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «اخْرَسْ وَاخْرُجْ مِنْهُ». فَصَرَعَهُ الشَّيْطَانُ فِي الْوَسَطِ وَخَرَجَ مِنْهُ وَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئاً.
وقدوس الله تعنى الرجل الذى قدسه الله وباركه وقد وردت عن كثير من الانبياء
وحسدوا موسى في المحلة وهارون قدوس الرب. 16:106 المزامير
دانيال 9 : 24 ” إن سبعين أسبوعا حددت على شعبك وعلى مدينة قدسك لإفناء المعصية وإزالة الخطيئة والتكفير عن الإثم والإتيان بالبر الأبدي وختم الرؤيا والنبوءة ومسح قدوس القدوسين
لوقا 4 : 41. وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.
فهل نصدق من يدعى أن الشيطان لم يكن يعرف يسوع المسيح , أم نصدق الانجيل ؟
.
تاسعا : شهادة الملائكه :
ورد فى الاناجيل أن الشيطان وهو يختبر المسيح قال له : فى انجيل متى الاصحاح الرابع : 6. وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».
7. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ».
فقد أقر المسيح ما قاله الشيطان ولم ينكر أن الله اوصى الملائكه بالمسيح لتحمله من الخطر فلا يصيبه سوء وبالطبع لن يوصى الاله ملائكته بنفسه , فيقول يا ملائكتى اذا رأيتمونى وأنا متجسد فى صورة الانسان يحدث لى أى مشكله ابقوا الحقونى وانقذونى , وإذا كان الغرض من التجسد هو الموت على الصليب فما فائدة هذه الوصيه من الاساس , فهل يوصى الله ملائكته أن يحملوه ويحفظوه من أى خطر فلا يصيب رجله حجر ويتركوه تثقب رجله ويده ويموت مصلوبا ومعلقا على خشبه ؟؟!!.
كما ورد أيضا فى الاناجيل فى صلاة المسيح فى جيثسمانى قبل الصلب المزعوم :
لوقا 22 : 41. وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى
42. قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ».
43. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ.
هذا الملاك الذى ظهر ليقوى يسوع المسيح هل كان يعلم أنه الله الكلمه المتجسد , وانه الاقنوم الثانى الذى تجسد ليموت على الصليب فداءا عن البشريه وتكفيرا عن الخطيه الاصليه , أم أن المسيح أخفى لاهوته عن الملائكة أيضا كما يزعم النصارى زورا أنه أخفاها عن الشيطان , أم أن هذا دليلا وشاهدا أن الملائكه تعلم أنه مجرد بشر عبد لله ورسوله ؟!
.
عاشرا : ما يقبله العقل بعد النقل :
بالاطلاع على كتب النصارى وعقيدتهم فى المسيح نستطيع أن نجزم أن المسيح ليس اله للآتى
المسيح حادث (فلم يكن موجود قبل ميلاده من العذراء) والله ليس بحادث
المسيح مخلوق (بنص الكتاب المقدس وكتب علمائهم) والله ليس مخلوق
المسيح رآه الكثيرون من الناس سواء المؤمنين به أو الكافرين والله لا يراه أحد قط
أو كما قال الكتاب المقدس لا يراه إنسان ويعيش :
تذكر أسفار العهد القديم أن الله لا يرى ” حقا أنت إله محتجب، يا إله إسرائيل ” (إشعيا 45/15)،
والإنسان لا يقدر على رؤيته، فقد قال الله لموسى: ” لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش ” ( الخروج 33/19 – 20).
كما تذكر اسفار العهد الجديد ومن عايشوا وشاهدوا المسيح نفس الحقيقة :
يوحنا 1 : 18. اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.
يوحنا 5 : 37. وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ
رسالة يوحنا الأولى 4 : 12. اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا.
رسالة بولس الاولى الى تيموثاوس 6 : 16. الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.
المسيح محدود القدرة كما ورد فى كتابهم
أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني. 30:5 انجيل يوحنا
ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة غير أنه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم. 5:6 انجيل مرقص
ومحدودية القدرة ليست فى عمل المعجزات فحسب ,بل فى الامور الدنيويه ايضا :
ثم قام من هناك ومضى إلى تخوم صور وصيداء ودخل بيتا وهو يريد أن لا يعلم أحد فلم يقدر أن يختفي 24:7 انجيل مرقص
والله مطلق القدرة .
المسيح محدود العلم كما ورد فى كتابهم :
وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب. 32:13 انجيل مرقص
ومحدودية العلم ليست فى الغيبيات التى لم تقع فقط بل فى كل ما خفى عنه من الحوادث والامور الدنيويه :
لوقا 8 : 43. وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَقَدْ أَنْفَقَتْ كُلَّ مَعِيشَتِهَا لِلأَطِبَّاءِ وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تُشْفَى مِنْ أَحَدٍ
44. جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَلَمَسَتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. فَفِي الْحَالِ وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا.
45. فَقَالَ يَسُوعُ: «مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي!» وَإِذْ كَانَ الْجَمِيعُ يُنْكِرُونَ قَالَ بُطْرُسُ وَالَّذِينَ مَعَهُ: «يَا مُعَلِّمُ الْجُمُوعُ يُضَيِّقُونَ عَلَيْكَ وَيَزْحَمُونَكَ وَتَقُولُ مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي!»
46. فَقَالَ يَسُوعُ: «قَدْ لَمَسَنِي وَاحِدٌ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي».
47. فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهَا لَمْ تَخْتَفِ جَاءَتْ مُرْتَعِدَةً وَخَرَّتْ لَهُ وَأَخْبَرَتْهُ قُدَّامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ لأَيِّ سَبَبٍ لَمَسَتْهُ وَكَيْفَ بَرِئَتْ فِي الْحَالِ.
وحين قدم له الرجل ابنه وبه روح نجس , مرقس 9 : 21. فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ.
والله له العلم المطلق .
المسيح إنسان وابن انسان , وقد امتلاء الكتاب المقدس بهذا .
والله ليس انسان ولا ابن انسان :
هوشع 11 : 9 “لا أطلق حدة غضبي ولا أعود إلى تدمير أفرائيم لأني أنا الله لا إنسان والقدوس في وسطك فلن آتي ساخطا”.
العدد 23 : 19. “ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟”
المسيح يموت والله لا يموت
المسيح يخضع لله والاله لا يخضع لأحد
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 28
وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.
المسيح لا يستطيع أن يدخل أحد الملكوت بإرادته والله هو الذى يدخل المؤمنين الملكوت
إذ لما جاءته أم ابني زبدي وكانا من تلاميذه ” فسألها ما تريدين؟ قالت: أن يجلس ابناي هذان، واحد عن يمينك، والآخر عن اليسار في ملكوتك. فأجاب يسوع … وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعدّ لهم من أبي ” (متى 20/20-22).
متى 7 : 21. «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ”.
المسيح يخاف ويكتئب ويحزن ويعتريه الكثير من صفات النقص , والله منزه عن النقص وله كل صفات الكمال.
من قال أن هذه الصفات وصفة العبوديه تخص الناسوت (الجسد) دون اللاهوت وهى من الصفات البشريه لجسد المسيح .
نقول أولا : انت تخالف عقيدة النصارى كون المسيح هو الاله الكلمه المتجسد وتتكلم بهرطقه حين تفصل اللاهوت عن الناسوت .
ثانيا : هذه المناظرة لإثبات ألوهية المسيح ابن مريم من عدمها وليس إثبات الوهية اللاهوت .
ثالثا : المسيح ابن مريم (يسوع) هو الجسد والناسوت الذى لم يفارق اللاهوت لحظه واحده ولا طرفة عين
لا قبل الصلب ولا اثناء الصلب ولا بعد الصلب , ولا بعد القيامه من الاموات
انجيل لوقا 24 : 36. وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!»
37. فَجَزِعُوا وَخَافُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحاً.
38. فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟
39. اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي».
40. وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ.
41. وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟»
42. فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ.
43. فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.
ولم ولن يفارق الجسد فى القيامه وحتى دخول الملكوت مع المؤمنين
” إني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم، حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي” (متى 26/29).
أى أن المسيح إنسان عبد قبل الصلب واثناء الصلب وبعد الصلب وعند القيامه من الموت ويوم القيامه وحتى فى الملكوت
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .