الثلاثاء، 4 مارس 2014

أول ما كلم الرب هوشع قال أذهب خذ نفسك إمرأة زنا


أول ما كلم الرب هوشع قال أذهب خذ نفسك إمرأة زنا
هل هذا النص بحسب علماء المسيحية رمزي أم حقيقي ؟
بقلم العبد الفقير إلى الله معاذ عليان


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد .

وما ربك بظلام للعبيد ولذلك عندما ياتي النصراني ويقرأ في الكتاب المقدس ويجد أن الله يأمر نبي من أنبياءه بالزنا فمن الطبيعي أن هذا شيئاً في الكتاب حتى يفيق مما فيه ويعرف أن هذا الكتاب ليس كلام الله

بعكس شخص يفتح كتاب يقرأ فيه (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )

فالفارق كبير
ولنقرأ الآن قصة الإله الذي يأمر النبي بالزنا . !!

وهذا داخل الكتاب المقدس فنقرأ القصة :
هوشع 1/ 2-3
( أول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع: اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت زنى تاركة الرب!., فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا. )

هل هذه القصة التي يقرأها النصارى قصة لا وجود لها ومجرد رمز أم أنها قصة حقيقية . !!

 

عجز التفسير الرمزي
بداية لابد أن أوضح أن التفسير الرمزي هو عاجز ويدعوا إلى تحريف المعاني كما يريد صاحبها وهذا ما أكدته رابطة قراء الكتاب المقدس في كتاب تم نشره في دار الكتاب المقدس الأرثوذكسية وهذا غلافه :

 


وقد شهدوا بهذا الأمر في الصفحة التالية (1) :

 


ومن هذه الصفحة التى نقرأها نجد عجز التفسير الرمزي بل وتجد التفسير الرمزي هذا يدعوا إلى تحريف المعنى وتأويله .. !

 

قصة من أرض الواقع
ينكر البعض من الجهلة هذه القصة وقولهم ( إنها قصة رمزية ) ولكنها قصة تاريخية حدثت بالفعل .. !
حقاً لقد تزوج هوشع من إمرأة عاهرة وهذا بأمر الرب وهذا ما توضحه النصوص ولنقرأ القصة بدراسة أفضل :
(أول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع: اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت زنى تاركة الرب!. فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا. فقال له الرب: ادع اسمه يزرعيل لأنني بعد قليل أعاقب بيت ياهو على دم يزرعيل وأبيد مملكة بيت إسرائيل. ويكون في ذلك اليوم أني أكسر قوس إسرائيل في وادي يزرعيل. ) هوشع 1 / 2 – 5
نقرأ في واقع القصة هكذا أن الرب دعا هوشع حقاً بأن يأخذ إمرأة زنا وبالفعل ذهب وأخذها وأنجب منها أولاد فهي قصة حقيقية ذُكرت وثابتة تاريخياً في المسيحية وحتى من سياق النص


 

علماء المسيحية : القصة حقيقية
وإن كان البعض يحاول أن يدعي رمزية القصة إلا أن هناك الكثير من العلماء قالوا بأنها ليست رمزية بل حدثت بالفعل وهذا ما يؤكده التفسير التطبيقي وقد قيل فيه (2) :

 


ونجد أن هنا التفسير التطبيقي يصرح بأن الرب هو من أمر هوشع بالزواج من إمرأة زانية .. !
فمن يدعى أن هناك إجماع على رمزية القصة فهو جاهل .
 

مشكلة ليس لها إلا التحريف
كثيراً من الأنبياء زناة وعراة داخل صفحات الكتاب المقدس ولكن دائماً يتحججون بأن الأنبياء قد فعلوا فعلة لا يقولها الرب .. الغريب هنا في القصة ان الرب نفسه أمر نبيه بأن يأخذ إمرأة زنا ولكن فكروا كثيراً حتى وصلوا إلا الحل الواحد وهو تأويل النص وتحميله محمل آخر وهو الرمز وهذا ما صدم العلماء والآباء والمسيحيين ففكروا في تغيير معنى النص وهذا ما يؤكده الدكتور القس صموئيل يوسف عندما قال (3):

 


 

هل نادى العلماء برمزية القصة ؟
حقيقة إن علماء المسيحية لم ينادوا برمزية القصة التي تنفي وقوعها حقيقة بل نادوا بأنها قصة حقيقية وترمز لأمور أخرى وهناك الكثير مما يثبت هذا الكلام وسنأخذ على سبيل المثال مدخل الرهبنة اليسوعية (3)

 


كما نجد يتكلمون من جرأة هوشع بأن حول حياته الخاصة إلى مثال لإسرائيل فهذا لا يدل على عدم حدوث القصة بل يدل على حدوث القصة ولكنها بالرغم من أنها حقيقية ولكنها رمزية لشعب إسرائيل .!

 

جومر بين الإتهام والرمزية
عندما أقرأ من البعض أن جومر لم تكن زانية بل ضُرب مثل بها فقط أتذكر قول الله تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً َلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
وكأن رب النصارى يرمي إمرأة عفيفة بالزنا فقط ليضرب بها المثل ..!
حقيقة إن جومر هي حقاً إمرأة هوشع الذي أمره الرب أن يأخذها وهي عاهرة وهذا ما أكده محرري دائرة المعارف الكتابية عندما قالوا (4):

 


وكأن هذه المرأة قد إستحل عِرضها وبدأ يسوء صورتها أمام عشيرتها وهي ليست زانية ولكنه رمز فقط .. !
 

الكنيسة الارثوذكسية الرمزية مرفوضة !
يتكلم البعض من الارثوذكس ويقول أن هذه القصة رمزية ولكن هذا مرفوض في الكنيسة الأرثوذكسية وليس رمزاً بل هو أمر الرب لهوشع أن يتزوج من إمرأة زنا وهذا ما يؤكده القمص أنطونيوس فكري عندما قال (5)

 


وبهذا تكون الكنيسة الأرثوذكسية وأتباعها يرفضون رمزية هذه القصة بل هي حقيقية وحدثت بالفعل .. !
وأيضاً نفس هذا الكلام أكده القمص تادرس يعقوب ملطي عندما قال (6):
(يرى قلة من الدارسين أن ما ورد في هذا الأصحاح والأصحاح الثالث لم يكن إلاّ مجرد رؤيا أو قصة رمزية، قدمت للشعب للكشف عن بشاعة سقوطهم وانحرافهم عن عبادة الله الحيّ وخيانتهم له عوض الالتزام بالعهد المقدس معه، ومع هذا كله فالله يطلبهم ويود أن يردهم إليه مقدسًا إياهم؛ غير أن غالبيّة الدارسين يرون أن ما جاء هنا هو حقيقة واقعة وأن الله أراد أن يختبر النبي المرارة الشديدة معه بسبب انحراف إسرائيل، ويعلن للبشريّة مدى رعاية الله وحبه للإنسان )

 

القصة رمز ولا يمكن ان تكون لكاهن الله .. !
هناك البعض من يدعي أن القصة لايمكن أن تكون حدثت حقاً لكاهن الله لأن كاهن الله لا يتزوج بزانية وإستدلوا على ذلك بنص في لاويين 21 / 7 (مقدسين يكونون لإلههم ولا يدنسون اسم إلههم لأنهم يقربون وقائد الرب طعام إلههم فيكونون قدسا , إمرأة زانية أو مدنسة لا يأخذوا ولا يأخذوا امرأة مطلقة من زوجها. لأنه مقدس لإلهه.)
وقد استدلوا بهذا النص أن الكاهن حسب الشريعة لا يمكن ان يتزوج من إمرأة زانية وقد رد عليهم محرري التفسير التطبيقي وقالوا(7) :
( لا يمكن لأي كاهن حسب شريعة الله أن يتزوج من عاهرة إلا أن هوشع لم يكن كاهناً )

وكما وجدنا كل هذه المتاهات لمحاولات يائسة من أرباب الديانات والجهلاء لتحويل معنى الزنا إلى رمز وتشويه صورة إمرأة هوشع النبي وزوجها وما هي إلا إتهامات للأنبياء فقط ولاكن إلى كل مسيحي لابد أن تقبل القصة كما هي ..... !
كما أكد ذلك كتبة التفسير التطبيقي عندما قالوا (8):

 


فهل صديقي المسيحي تقبل أن يوصف أنبياء الله بهذه الصفات ؟ !
تذكر جيداً ما قاله المسيح : ( يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين )
فهل قاتلة الأنبياء من البعيد عليهم أن يحرفوا في كتابهم حتى يظهروا للعالم كله أخلاق من كانوا يحاولون قتلهم ؟
اليهود حسب كتابهم وصفوا الأنبياء بصفات لا يقبلها أي إنسان طبيعي
كتاب اليهود يصف الأنبياء بأنهم زناه
كتاب اليهود يصف الأنبياء بأنهم قاموا بزنا المحارم
كتاب اليهود يصف الأنبياء بأنهم شواذ مع بعضهم
كتاب اليهود يصف الأنبياء بصفات لا يقبلها أي نصراني على رسل المسيح .!!

 

فلماذا تقبل هذا الكلام على أنبياء الله ؟
وإن شاء الله لنا بقية إذا رد أي صديق نصراني على هذا الكلام . . .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
معاذ عليان

(1) كيف تقرأ الكتاب المقدس – رابطة قراء الكتاب المقدس – صفحة 59 - توزيع دار الكتاب المقدس ..

(2) التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – شارك فيها نخبة كبيرة من علماء المسيحية – صفحة 1715 .

(3) كتاب المدخال إلى العهد القديم – للقس صموئيل يوسف- صفحة 344رقم إيداع 7880/1993 .

(3) الكتاب المقدس – ترجمة الرهبان اليسوعيين صفحة 183 .

(4) دائرة المعارف الكتابية- حرف ج كلمة جومر – صفحة 591 – رقم إيداع 8778/1998 . الجزء الثاني .

(5) تفسير سفر هوشع – القمص أنطونيوس فكري بكنيسة السيدة العذراء بالفجالة – صفحة 5 .

(6) من تفسير وتأمُّلات الآباء الأولين – للقمص تادرس يعقوب ملطي – سفر هوشع في تفسيره لنص هوشع 1 / 2 .

(7) التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – لنخبة من علماء اللاهوت – صفحة 1714 .
(8)التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – لنخبة من علماء اللاهوت – صفحة 1714 .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق