الأحد، 2 مارس 2014

العهد الجديد واستخدام القوة لأسباب دينية

العهد الجديد
واستخدام القوة لأسباب دينية
وأمام هذه المذابح التي تمت بأمر من إله الكتاب المقدس نفسه ( إله المحبة!) لم يجد القس الأرثوذكسي زكريا بطرس أي وسيلة للدفاع عن هذه الجرائم الفظيعة ، ولذلك فقد اضطر أن يلجأ إلى حيلة وخدعة كمحاولة منه لخداع مشاهديه البسطاء العقول الذين يتعلقون بقشة زكريا بطرس ولكن القشة للأسف غرقت معهم إلى أسفل سافلين ،
فلقد زعم القس أن كل هذه الجرائم التي تمت في العهد القديم كانت في عهد الناموس ، ولكن بمجيء المسيح أصبح الناس في عهد النعمة فقال القس الأرثوذكسي :
(  كان العهد القديم قبل عهد النعمة ، والنعمة حد فاصل . العهد القديم عهد الناموس . الكل كان تحت قصاص من الله لأجل الخطية . أتى المسيح ، صُلب وأخذ عقوبة البشر وأعطانا نعمته وبره ، فبدأ عصر النعمة ، عصر النعمة اللي بيدي قوة للإنسان إنه يعيش على مستوى الكمال. ما قبل عصر الناموس ما كانش فيه نعمة لأن ما كانش فيه مصالحة مع البشر . كان لسّه فيه عداوة في الخطية .
المصالحة تمت بالصليب عندما صُلب المسيح  من أجل خطايا العالم ، فسدد الدين وأعطى النعمة ، وأعطى القوة علشان خاطر الإنسان يعيش بالنعمة . مشكلة محمد[1] إنه جه بعد عصر النعمة ورجع البشرية لعصر الناموس .. ما ينفعش .. عصر النعمة يمتاز !!  فأين التسامح ؟! أين السلام ؟! أين عصر النعمة في العهد الجديد ؟! واللي شهد على كده ورقة بن نوفل وقال هذا هو ناموس موسى ، يعني ما هواش عصر النعمة)
وهذا الكلام عجيب فكأن القس وهؤلاء المرضى النفسانيين ضعاف العقول الذين يصدقونه يقولون أن إله العهد القديم لم يكن يتصف بصفة الرحمة والمحبة أما إله العهد الجديد فيتصف بصفات الرحمة والمحبة، وكأنهم يقولون كذلك أن في الكون إلهين ، أو أن صفة المحبة والرحمة هي صفات طارئة على إلههم وأنه كان في فترة من الفترات غير رحيم ولا يعرف الحب !!! عجيب أمر القوم ! ألم يكن القتل والذبح يتم بتحريض  من إله المحبة ؟
ومع كل ذلك فسوف نتناول موقف إله العهد الجديد من القتل والقتال ونتناول النصوص التي يظن البعض أنها غيرت ما جاء في العهد القديم من قتل للأطفال والنساء وشق بطون الحوامل ولكن أولاً يجب أن نتفق على القواعد التالية:
جاء على لسان المسيح بحسب إنجيل متى
(لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ) متى17:5-18
1ـ(كل أحكام الشريعة تعتبر سارية المفعول طالما لم يأت من الإله أمر لاحق قطعي الدلالة على إلغائها أو تبديلها)
فلا شك أن الأصل العام هو أن أي حكم من الإله يبقى العمل به حتى يأتي أمر آخر من الإله يُبطل العمل به أو يبدله بحكم جديد يناسب معايش الناس ومتغيراتهم الاجتماعية والحياتية وهنا نضع القاعدة الأساسية أن كل أحكام العهد القديم ملزمة في العهد الجديد إلا التي يأتي من الإله ما يبطلها .
 ومعظم الكنائس تقريباً توافق على هذه القاعدة ماعدا ما يتعلق بذبائح العهد القديم فإنهم يقولون أنها كانت رمزاً لذبيحة المسيح على الصليب ، وبصلب المسيح لم يعد هناك حاجة لهذه الرموز ، ولسنا هنا في مجال مناقشة قضية الخطيئة والكفارة ، وصلب المسيح المزعوم فله مقام آخر إلا أننا سنساير القوم فيما يقولونه ونقول لهم أن الحروب وذبح الأطفال والنساء وشق بطون الحوامل ليست طقساً متعلقاً بذبيحة المسيح المزعومة فلا مجال للقول بإبطالها بتقديم المسيح نفسه على الصليب[2] .
 ويجب أن نعلم أيضاً أن هذا الحكم أو الأمر الجديد الذي يمكن أن يغير الحكم القديم  يجب أن تكون دلالته قطعية وليست ظنية أو محتملة ، و إلا سيبقى الحكم الأصلي كما هو دون تغيير
  فلا يصح الاستناد على نص يحتمل أكثر من تأويل لإزالة نصوص العهد القديم قطعية الدلالة على إباحة قتل الأطفال والنساء وشق بطون الحوامل ، وإبادة الشعوب لمجرد مخالفتهم الدينية وذلك لتطهير الأرض من نجاسات الكفار.
وهنا نتناول النصوص التي يظن البعض أنها أبطلت نصوص القتل التي في العهد القديم .

 (أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ)
(مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً)

  (سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ.لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟
وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا ؟فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ) متى 43:5-48  

 (سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً) متى38:5-39

الـرد
لا شك أن الذين يتصورون أن النصوص السابقة يمكن أن تُبطل أحكام العهد القديم الخاصة بقتال غير المؤمنين يخطئون خطأً كبيراً حيث أنهم يقرأون بأعينهم النص هكذا: (أحبواأعداءكمولكنهم يفهمونها هكذا (أحبوا أعداء الله)
ولا شك أن الفارق بين الجملتين قد يبدوا للبعض أنه بسيط إلا أنه قد يؤدي إلى الكفر بالإله فلو أننا نحب أعداء الله فهل نحب الشيطان؟ فالشيطان هو العدو الأول لنا والعداوة بيننا وبينه لم تكن بسبب شخصي ولكنه بسبب ديني محض.
ولقد طُرح هذا السؤال على شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس وإليك نص السؤال وطرفاً من الإجابة عليه من شنودة الثالث نفسه

((سؤال
سمعت هذا السؤال أثناء رحلتي إلى روما ، من أحد الآباء :
هل يجوز أن نصلي من أجل الشيطان ، من واقع قول السيد المسيح " أحبوا أعداءكم ..أحسنوا إلى مبغضيكم.وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم (متى44:5 ) . ولكي لا يكون في قلبنا حقد ضد أحد ، ولا حتى الشيطان..!
الجواب:
((....... حقاً يمكنك أن تحب أعداءك . ولكن لا تحب أعداء الله . والشيطان عدو لله . وإن كان الرب قال " من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني" (متى37:1 ) وهي محبة طبيعية فكم بالأولى الشيطان ؟! لا يمكن أن نحبه ولا أن نصلي من أجله .........))[3]

طالما سمعت من البعض أن المسيح أنهى عهد الانتقام عهد الناموس (تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ)    وجاء بعهد جديد عهد المحبة والنعمة  (أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ) وكنا دائماً نقول لهم أن المسيح لم يأت بحكم جديد وإنما صحح المفاهيم المغلوطة عند اليهود فكانوا يبادروننا بالقول : ( أنتم ليس لديكم الروح القدس فلذلك لا تستطيعون فهم كلام المسيح ) ولذلك فلن نتكلم بكلمات من عندنا وإنما سنأتي بكلام شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس فهو كما يعتقدون لديه الروح القدس وإليكم السؤال الذي طُرح عليه وإليكم أيضاً إجابته
(( سؤال : في أكثر من مرة في العظة على الجبل ، قال السيد المسيح ( سمعتم أنه قيل للقدماء .. أما أنا فأقول لكم .. ) (متى 5) فهل معنى هذا أنه نقض شريعة موسى وقدم شريعة جديدة؟ كما يظهر من قوله مثلاً : سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن وأما أنا فأقول لكم : من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً .. ) متى38:5-39 )والأمثلة كثيرة .
الجواب : السيد المسيح لم ينقض شريعة موسى ويكفي في ذلك قوله : ( لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم : إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل ) متى 17:5-18 . إذاً لا نقول فقط ، إن شريعة العهد القديم لم تلغ ولم تنقض . بل أن حرفاً واحداً منها لا يمكن أن يزول . إذاً ما معنى : قيل لكم عين بعين ، سن بسن ؟ إن هذا كان شريعة للقضاء ، وليس لتعامل الأفراد بهذا يحكم القاضي حين يفصل في الخصومات بين الناس . ولكن ليس للناس أن يتعاملوا هكذا بعضهم مع البعض الآخر ولكن إن فهم الناس خطأً أنه هكذا ينبغي أن يتعاملوا !! فإن السيد المسيح يصحح مفهومهم الخاطيء بقوله : من ضربك على خدك ، حول له الآخر أيضاً .
 وهكذا تابع الحديث معهم قائلاً : (( سمعتم أنه قيل : تُحب قريبك وتبغض عدوك . وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم وطردونكم) متى43:5-44 هنا لم ينقض السيد المسيح الشريعة القديمة وإنما صحح مفهومهم عن معنى القريب إذ كانوا يظنون أن قريبهم هو اليهودي حسب الجنس . أما السيد المسيح فبين لهم أن قريبهم هو الإنسان عموماً ، ابن آدم وحواء .فكل إنسان يجب أن يقابلوا إساءته بالإحسان . فالمفهوم الحقيقي للشريعة هو هذا بل أن هذا يتفق مع الضمير البشري حتى من قبل شريعة موسى : وهذا ما سار عليه الآباء والأنبياء قبل الشريعة وبعدها .
مثال ذلك يوسف الصديق الذي تآمر عليه إخوته وأرادوا أن يقتلوه ثم طرحوه في بئر . وأخيراً بيع كعبد للإسماعيليين ، فباعوه لفوطيفار (تك37) يوسف هذا أحسن إلى أخوته وأسكنهم في أرض جاثان ، وعالهم هم وأولادهم . ولم ينتقم منهم ولم يعاملهم عيناً بعين ولاسناً بسن . بل قال لهم : " لا تخافوا . أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيراً .. فالآن لا تخافوا . أنا أعولكم وأولادكم .. ويب قلوبهم " تكوين 19:5-21 " أتُرى كان يوسف في مستوى أعلى من الشريعة ؟! حاشا. ولكن اليهود ما كانوا يفهمون الشريعة ـ فصحح المسيح مفهومهم ـ ووصل إلى محبة العدو ، والإحسان إلى المبغضين والمسيئين من قبل أن ينادي المسيح بهذه الوصية ...
مثال آخر هو موسى النبي : لما تزوج المرأة الكوشية تقوّلت عليه مريم مع هارون . فلما وبخها الرب على ذلك وضرب مريم بالبرص ، حينئذ تشفع فيها موسى وصرخ إلى الرب قائلاً : اللهم اشفها " عدد 13:12 " لم يقل في قلبه أنها تستحق العقوبة لإساءتها إليه ، بل صلى من أجلها "عدد13:12" وهكذا نرى أن موسى النبي الذي إلى الشعب وصية الرب عين بعين وسن بسن ، لم ينفذها في معاملته الخاصة .
بل نفّذ وصية المسيح قبل أن يقولها بأربعة عشر قرناً : صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم . إنه المفهوم الحقيقي لمشيئة الله .
نفس الوضع كان في تعامل داود النبي مع شاول الملك الذي أساء إليه فحاول قتله أكثر من مرة . ولكن لما وقع شاول في يده ، لم يعامله داود بالمثل . ولم يسمع لنصحية عبيده بقتله . بل قال : حاشا لي أن أمد يدي إلى مسيح الرب . ووبخ رجاله ولم يدعهم يقومون على شاول " 1صموئيل 6:24-7 " بل إن داود بكى على شاول فيما بعد لما مات . ورثاه بنشيد مؤثر، وأحسن إلى كل أهل بيته " 2صموئيل1 " ،" 2صموئيل 1:9 " إذاً شريعة الله هي هي ، لم تنقض ولم تلغ . والله " ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" يعقوب 17:1 .
إنما السيد المسيح قد صحح مفهوم الناس لشريعة موسى ، ووصل بهم إلى مستوى الكمال ، الذي يناسب عمل الروح القدس فيهم )))[4]

و الواقع أن الدارس للعهد الجديد يجد أن المتاح من سيرة المسيح يؤيد فهمنا للنصوص ( لا تحبوا أعداء الله ) فالمسيح الذي كان يسامح المسيئين إليه على مستواه الشخصي عندما تعرضت حرمة من حُرمات الله للانتهاك (بيت الرب) وجدناه قد استخدم القوة المتاحة له آنذاك الكافية لتغيير هذا المنكر بيده . فعندما وجد الذين يبيعون البقر والغنم والحمام في الهيكل قام المسيح بصنع سوط من الحبال واستخدم القوة في طرد هؤلاء الباعة وكبَّ موائد الصيارفة وإليكم وقائع الحدث كما جاءت بالإنجيل المنسوب ليوحنا
(وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: «ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ». فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي»( يوحنا 14:2-17
 وهنا نرى المسيح يطبق ( من وجد منكم منكراً ، فليغيره بيده ).
وبحسب كلام شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس فإن المسيح قام باستخدام القوة في تطهير الهيكل مرتين فهو يقول :( وهذا ما فعله السيد المسيح له المجد في تطهير الهيكل.وجد في الهيكل الذين يبيعون بقراً وغنماً وحماماً ، والصيارفة جلوساً . فصنع سوطاً من حبال، وطرد الجميع من الهيكل : الغنم والبقر . وكبّ دراهم الصيارفة ، وقلب موائدهم . وقال لباعة الحمام : ارفعوا هذه من ههنا . لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة ( يوحنا14:2-16 ) . هنا قام السيد المسيح بتطهير الهيكل ، بإجراء حازم سريع ، دون محاكمةوتكرر هذا الأمر أيضاًكما رواه القديس مرقس في مناسبة الفصح " قلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام .. وكان يعلم قائلاً : أليس مكتوباً " بيتي بيت الصلاة يدعى لجميع الأمم ، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" ( مرقس 15:11-17) ووردت نفس القصة في ( متى12:21-13 ))[5]
وتقريباً نفس النتيجة يصل إليها الدكتور وهيب جورجي كامل ـ أستاذ العهد القديم بالكلية الإكليريكية حينما يبر ما جاء في سفر المزامير من روح عدائية وكره وبغضة للأعداء مثل:
((لِدَاوُدَ خَاصِمْ يَا رَبُّ مُخَاصِمِيَّ. قَاتِلْ مُقَاتِلِيَّ. أَمْسِكْ مِجَنّاً وَتُرْساً وَانْهَضْ إِلَى مَعُونَتِي. وَأَشْرِعْ رُمْحاً وَصُدَّ تِلْقَاءَ مُطَارِدِيَّ. قُلْ لِنَفْسِي: [خَلاَصُكِ أَنَا]. لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسِي. لِيَرْتَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ وَيَخْجَلِ الْمُتَفَكِّرُونَ بِإِسَاءَتِي. لِيَكُونُوا مِثْلَ الْعُصَافَةِ قُدَّامَ الرِّيحِ وَمَلاَكُ الرَّبِّ دَاحِرُهُمْ. لِيَكُنْ طَرِيقُهُمْ ظَلاَماً وَزَلَقاً وَمَلاَكُ الرَّبِّ طَارِدُهُمْ.
لأَنَّهُمْ بِلاَ سَبَبٍ أَخْفُوا لِي هُوَّةَ شَبَكَتِهِمْ. بِلاَ سَبَبٍ حَفَرُوا لِنَفْسِي. لِتَأْتِهِ التَّهْلُكَةُ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ وَلْتَنْشَبْ بِهِ الشَّبَكَةُ الَّتِي أَخْفَاهَا وَفِي التَّهْلُكَةِ نَفْسِهَا لِيَقَعْ.) مزمور1:35-8  
فيقول الدكتور وهيب رداً على ذلك : (( حينما علم المسيح بمحبة الأعداء ، لم يقصد إلغاء التشريعات السماوية ، والقوانين الوضعية ، التي تدين الشر والأشرار. فإذا طلب داود ـ وهو ملك ـ عقاب السماء ، لمخاصميه ومقاتليه فهذا لا يتعارض مع روح الديانة . فالتوراة والإنجيل معاً ، لم يعلما الاستسلام الجماعي لأعداء رسالة السماء ، أو مقاومي القوانين والتشريعات على الأرض ، أو المعتدين على الأوطان أو الأعراض أو الحقوق الكبرى للإنسان. فمحبة الأعداء ، تندرج تحت المغفرة لمن أساء إلينا كأفراد ، بقصد إعطاء فرصة للغضب ، وبقصد تهذيب نفوسهم ، وزيادة انتشار عامل الخير والحب والسلام بين الناس. ولن تصل محبة الأعداء إلى السماح بانتشار الفوضى والشر والموبقات والقضاء على تعاليم السماء ، وعودة الوثنية مرة أخرى على الأرض. وأمثال أولئك المعتدين ، يُعلم الكتاب المقدس بضرورة وضع حد لهم ، بكافة الإمكانيات : الروحية والتهذيبية والمادية .. وغيرها ))[6]

(الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ)
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!)
متى 52:26

إني أتعجب من هؤلاء الذين يتوهمون أن هذا النص يمكن أن يلغي كل النصوص القطعية الدلالة التي تأمر بالقتال والتي يمتليء بها الكتاب المقدس فما الذي كان يتوقعه هؤلاء من المسيح وهو يقابل هذا الجيش الجرار الذي جاء ليقبض عليه وهم مسلحين بالسيوف والعصي  ،  بينما هو واصحابه لا يتعدى عددهم الأثنى عشر بما فيهم المسيح ، ولا يوجد معهم سوى سيفين ، هل يتهور المسيح ويقاتل هذا الجيش  وتكون النتيجة الطبيعية أن يُقتل هو وكل تلاميذه فيُقضى على دعوته.
هل يُقاتل هذا الجيش الذي لم يأت لقتاله وإنما جاءوا للقبض عليه بتهمة ادعائه أنه ملك إسرائيل والتي تعني (السعي لقلب نظام الحكم) فطالما أنه هو ملك اليهود فسوف يقود شعب اليهود للتمرد على المستعمر الروماني بحسب التصور اليهودي للمسيا.
وهنا نسأل لو أن أي إنسان جاءت إليه الشرطة للقبض عليه وهو يعلم أنه بريء . هل سيرفع سلاحاً لمقاومة الشرطة ، أم سيسير معهم ثم يحاول أن يُثبت براءته ؟ وهل لو قام أحد أصدقاء هذا المتهم برفع السلاح على رجال الشرطة هل سيكون تصرفاً حكيماً ؟
إن ما فعله المسيح هو ( عين العقل) فهو لم يتهور في مغامرة يعرف الجميع نهايتها وهي موت المسيح وموت تلاميذه ، أما ما فعله هو أنه سلم نفسه، أما تلاميذه فخرجوا من المشكلة كما تخرج ( الشعرة من العجين) ليمارسوا الدعوة والتبشير بالإيمان فأي إنسان مخلص لقضيته كان سيفعل ذلك حتى ينجو أتباعه لنشر قضيته ، وكم من المؤمنين ضحوا بأنفسهم من أجل أن تستمر دعوتهم ، وخاصة أن القوم لم يأتوا ليقتلوه بل ليقبضوا عليه .
ولكن السؤال الأهم هو هل لو كان المسيح لديه السلاح والعتاد والرجال بالقدر الكافي هل كان سيجعل الأمر يمر هكذا أم أنه كان سيترك أتباعه يدافعون عنه ؟
الإجابة على هذا السؤال تأتي على لسان المسيح نفسه حين يقول:
 (  أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا» ) يوحنا36:18
فلو أن للمسيح مملكة وسلطان لكان أتباعه يدافعون عنه والمسيح لا يعترض على أن يدافع أحد عنه ولكن قدره أنه لا يوجد لديه العتاد والسلاح الكافيين للجهاد.
وأما عن قول المسيح  :( كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ) فيجب أن نفهمه في إطار الظرف الزماني للحدث وملابساته ولا يجب أن نطلقه وقبل أن نعطي التفسير السليم يحضرني الآن سؤال طُرح على شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس
(( السؤال :ما معنى قول الكتاب " أعداء الإنسان أهل بيته" (متى36:10 ) هل ننظر إلى آبائنا وأمهاتنا وأقاربنا كأعداء ؟!
فكانت بداية الإجابة كما يلي
الجواب: هذه العبارة قيلت في مناسبة معينة . ولا تؤخذ بالمعنى المطلق))[7]
وبهذا نقول أن المسيح قصد أن الذين يأخذون السيف في هذه اللحظة من التلاميذ سيؤدي إلى مفاسد كبيرة ، وسيهلكون بالسيف ، والدليل على صحة قولنا هذا أن المسيح نفسه هو الذي أمر التلاميذ أن يشتروا السيف
)فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. ) لوقا36:22
أما الادعاء بأن المسيح لم يقصد هنا السيف الحقيقي بل السيف الروحي فهو كلام يخالف المنطق ويخالف سياق الكلام حتى أن الذين سمعوا هذا الكلام فهموا أن المسيح يقصد سيف حقيقي وليس سيفاً روحياً ولذلك فقد أحضر التلاميذ سيفين حقيقيين وعرضوهم على المسيح فقال لهم يكفي
 (فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!») لوقا38:22
وأما الادعاء بأن المسيح كان يقصد بكلمة يكفي أي يكفي غباءكم وعدم فهمكم فهو لا يتفق مع سياق ما حدث بعد ذك فقد استمر التلاميذ في حمل السيفين ولم يمنعهم المسيح قائلاً : (أنا لم أقصد السيفين الحقيقيين بل الروحيين ) وهذا السكوت من المسيح يُعتبر بمثابة إقرار منه على فهم التلاميذ ، فلا يجوز على المسيح أن يؤخر بيان الخطأ الذي وقع فيه التلاميذ عن وقت الحاجة .
ولتوضيح المسألة أكثر نقول :
لو أن مدرساً في الفصل قال للتلاميذ " كل من يتكلم فسوف يُعاقب" فهل يمكن أن نفهم من قول المدرس أن التلاميذ بعد انتهاء اليوم الدراسي لا يجب عليهم أن يتكلموا .
وهل أمر المدرس هذا يسري على غير هؤلاء التلاميذ الذين في حجرة الدرس هذه ؟
بالطبع كلام المدرس لا يسري إلا على وقت معين ، والكلام موجه لطلبة معينين لا يتعداهم . وهكذا كان أمر المسيح.
 وإذا أردنا أن نأخذ منه قدوة فيجب تطبيق سلوكه ولكن في نفس الملابسات وهو ألا أبدأ باستخدام القوة إذا كان استخدام القوة سوف يؤدي إلى مفاسد أكبر .

و إلا فسيوقعنا الفهم الآخر في أخطاء لا يقبلها عقل أو ضمير سليم  ، فبحسب فهمهم هذا يمكن أن  نقول أننا عندما قمنا بحرب أكتوبر للرد على الاعتداء اليهودي على أراضينا نكون مخطئين وكان يجب ـ بحسب هذا الفهم ـ أن نترك لهم أراضينا وأعراضنا وأموالنا ومقدساتنا ليعبثوا فيها !!.
فهل يوجد منطق أو عقل يقول أنه لو هجم أحدهم على بيتي لينتهك حرمته ويغتصب زوجتي ويسرق أموالي ألا أدافع عن نفسي وأعطيه ابنتي أيضاً ليغتصبها
((من لطمك على خدك الأيمن ( الزوجة) فحوّل له الآخر(الأبنه) 0 أيضاً)). !!!!!!!!!!!!!!!!؟
والواقع أن القوم لا يعرفون تفسيراً لهذه العباره ! فهل هم يقصدون أن أي إنسان يستخدم السيف سوف يموت بالضرورة بالسيف !!؟
طبعاً من الناحية الواقعية هذا لا يحدث ! فكم من الذين رفعوا السيوف ماتوا دون أن يمسهم ولا حتى سكينة مطبخ  فضلاً عن أن يمسهم سيف ، فهل قسطنطين الملك  الذي حمل السيف لمجرد توسيع رقعة مملكته مات بالسيف ؟ وهل البابا أوربان الذي أشعل الحملة الصليبية  مات بالسيف ؟! 

وأخيراً .... نكتة
إذا سلمنا جدلاً بقول القس أن الناس في العهد القديم كانوا يستخدمون القوة لأن الناس كانوا واقعين تحت سلطان الخطية فهل كان إلهه هو أيضاً واقع تحت سلطان الخطية وبذلك لم يبلغ حد الكمال الأدبي حيث يحكي سفر التكوين أن الإله نزل وصارع يعقوب حتى طلوع الفجر وبدلاً من أن يعطي الإله خده الآخر ليعقوب يقول الكتاب أنه ضرب يعقوب على عرق النسا :وَلَمَّا رَأى انَّهُ لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ) تكوين 25:32 .

وهل الإله عندما كان يُحارب ضد أعداء شعب إسرائيل كان هو أيضاً واقعاً تحت سلطان الخطية والناموسإِذَا خَرَجْتَ لِلحَرْبِ عَلى عَدُوِّكَ وَرَأَيْتَ خَيْلاً وَمَرَاكِبَ قَوْماً أَكْثَرَ مِنْكَ فَلا تَخَفْ مِنْهُمْ لأَنَّ مَعَكَ الرَّبَّ إِلهَكَ الذِي أَصْعَدَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. وَعِنْدَمَا تَقْرُبُونَ مِنَ الحَرْبِ يَتَقَدَّمُ الكَاهِنُ وَيَقُولُ لِلشَّعْبِ:
اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: أَنْتُمْ قَرُبْتُمُ اليَوْمَ مِنَ الحَرْبِ عَلى أَعْدَائِكُمْ. لا تَضْعُفْ قُلُوبُكُمْ. لا تَخَافُوا وَلا تَرْتَعِدُوا وَلا تَرْهَبُوا وُجُوهَهُمْ
لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ سَائِرٌ مَعَكُمْ لِيُحَارِبَ عَنْكُمْ أَعْدَاءَكُمْ لِيُخَلِّصَكُمْ(  تثنية1:20-4
(  وَأَنْتُمْ قَدْ رَأَيْتُمْ كُلَّ مَا عَمِلَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِجَمِيعِ أُولَئِكَ الشُّعُوبِ مِنْ أَجْلِكُمْ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ) يشوع 3:23
(رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُ أَلْفاً, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ كَمَا كَلَّمَكُمْ) يشوع 10:23
(لا تَخَافُوا مِنْهُمْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ المُحَارِبُ عَنْكُمْ) تثنية 22:3

وهل الإله كان واقعاً تحت لعنة الناموس عندما أغرى بني إسرائيل ليحاربوا وهو معهم ، فلولا أوامر الرب لما قامت هذه الحرب مع عماليق ، ولاحظ أيضاً أن قتل الأطفال والرضع والنساء هو اختراع إلهي ، بل إن الإله يحذر أي إنسان أن تكون لديه صفة العفو فيقول ( لا تعف عنهم)
)هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ.فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِاقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةًطِفْلاً وَرَضِيعاًبَقَراً وَغَنَماًجَمَلاً وَحِمَاراً)1صموئيل 2:15-3   

وهل كان رئيس الملائكة واقعاً تحت لعنة الناموس عندما  استل سيفه
(وَحَدَثَ لَمَّا كَانَ يَشُوعُ عِنْدَ أَرِيحَا أَنَّهُ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ, وَإِذَا بِرَجُلٍ وَاقِفٍ قُبَالَتَهُ, وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ بِيَدِهِ. فَسَارَ يَشُوعُ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَنَا أَنْتَ أَوْ لأَعْدَائِنَا؟»  فَقَالَ: «كَلاَّ, بَلْ أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ. الآنَ أَتَيْتُ». فَسَقَطَ يَشُوعُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ, وَقَالَ لَهُ: «بِمَاذَا يُكَلِّمُ سَيِّدِي عَبْدَهُ؟» فَقَالَ رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ لِيَشُوعَ: «اخْلَعْ نَعْلَكَ مِنْ رِجْلِكَ, لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ هُوَ مُقَدَّسٌ». فَفَعَلَ يَشُوعُ كَذَلِكَ) يشوع 13:5-15  
عدم إلقاء السلام
على من يخالفك في الدين أو المذهب
ولقد فهم أتباع المسيح نفس فهمنا لنصوص الكتاب المقدس، فنجد الرسالة المنسوبة للتلميذ يوحنا والتي يؤمن القس أنها كُتبت بوحي إلهي قد جاء فيها : (إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ وَلاَ يَجِيءُ بِهَذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ (  2يوحنا10:1-11
وهنا يظهر مفهوم أتباع المسيح في التعامل مع الآخر الذي لا يتفق معهم في الرأي ، فلا سلام معه ولا كلام ولا يقبلوه في بيوتهم .... وذلك بعد عصر النعمة طبعاً !!!!

ونفس المعنى يؤكد عليه بولس ـ في الرسالة المنسوبة إليه ـ عندما يأمر بطرد الخطاة من وسط المؤمنين فقال:
(وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا.لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ. أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ. ) 1كورنثوس 11:5-13 

 ويقول أيضاً:
ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا)2  تسالونيكي 6:3
 (لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ) 1كورنثوس 33:15
وموقف بولس ـ الذي يؤمن القس أنه رسول يكتب بوحي من الإله ـ من الحروب يظهر جلياً في مدحه لأبطال الحروب  و مدح شدتهم على أعدائهم في هذه الحروب حيث يقول : (وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً ؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ،الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ) عبرانيين 32:11-34


 
[1] صلى الله عليه وسلم
[2] التصور الإسلامي أن المسيح لم يُقتل ولم يصلب
[3] سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة لاهوتية وعقائدية ب ـ ص 51 و52 ـ رقم الإيداع 7419/2001
[4] سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة خاصة بالكتاب المقدس ـ شنودة الثالث ـ ص 132-134
[5] سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة متنوعة ـ ص 45
[6]  مقدمات العهد القديم ـ أ.د. وهيب جورجي كامل ـ تقديم الأنبا موسى أسقف الشباب ـ رقم إيداع 1995/2004
[7] سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة متنوعة ـ ص 31 ـ رقم إيداع 20237/2003

هناك تعليق واحد:

  1. سبحان الله العظيم : إنى أتعجب من عقول هؤلاء الكفرة المشركين كيف يؤمنون بهذه الأباطيل و الخرافات المتناقضة , و يسمون من كتبها بالرسل لعنهم الله

    ردحذف