قالوا : إن رسولَ الإسلامِ هو أصل الإرهاب الذي نراه في العراق من ذبح ألأمريكان وغيرهم تحت عنوانِ ( الله أكبر )..........!! مستندين في ذلك على ما جاء بمسندِ أحمدَ مُسْنَدُ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ باب (مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى - عَنْهُمَا برقم 6739 قَالَ: يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ :مَا أَكْثَرَ مَا رَأَيْتَ قُرَيْشًا أَصَابَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فِيمَا كَانَتْ تُظْهِرُ مِنْ عَدَاوَتِهِ قَالَ: حَضَرْتُهُمْ وَقَدْ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ يَوْمًا فِي الْحِجْرِ فَذَكَرُوا رَسُولَ اللَّهِ r فَقَالُوا :مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صَبَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ قَطُّ سَفَّهَ أَحْلَامَنَا ، وَشَتَمَ آبَاءَنَا، وَعَابَ دِينَنَا ،وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَسَبَّ آلِهَتَنَا لَقَدْ صَبَرْنَا مِنْهُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ أَوْ كَمَا قَالُوا .قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّه ِr فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ طَائِفًا بِالْبَيْتِ فَلَمَّا أَنْ مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ مَا يَقُولُ قَالَ: فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ مَضَى فَلَمَّا مَرَّ بِهِمْ الثَّانِيَةَ غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ مَضَى ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ الثَّالِثَةَ فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَقَالَ: تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ فَأَخَذَتْ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا كَأَنَّمَا عَلَى رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهُمْ فِيهِ وَصَاةً قَبْلَ ذَلِكَ لَيَرْفَؤُهُ بِأَحْسَنِ مَا يَجِدُ مِنْ الْقَوْلِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ: انْصَرِفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ انْصَرِفْ رَاشِدًا فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ جَهُولًا قَالَ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ r حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ وَأَنَا مَعَهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا هُمْ فِي ذَلِكَ إِذْ طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ r فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كَذَا وَكَذَا لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ قَالَ: فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ r :نَعَمْ أَنَا الَّذِي أَقُولُ ذَلِكَ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ قَالَ: وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ  دُونَهُ يَقُولُ وَهُوَ يَبْكِي:{ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ } ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ لَأَشَدُّ مَا رَأَيْتُ قُرَيْشًا بَلَغَتْ مِنْهُ قَطّ ُ.

• الرد على الشبهة

أولاً : إن نبيَّنا r نهانا عن المُثْلةِ :وهي جدع الأطراف ،أو قطعها ،أو تشويه الجسد تنكيلا، وقد تطلق على النذرِ بما يرهق النفس أو يشوهها؛تدلل على ذلك أدلة منها:
1- مسند أحمدَ برقم 17450 عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ r عَنْ الْمُثْلَةِ .
انظر حديث رقم 6899 في صحيح الجامع .
2- مسند أحمد برقم 19012 عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ r خُطْبَةً إِلَّا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ وَنَهَانَا عَنْ الْمُثْلَةِ.
3- نهى r عن المثلةِ حتى بالبهائم ، وذلك في صحيح سنن النسائي للألباني برقم4440 ، وفي السلسة الصحيحة برقم 2431 عن عبد الله بن جعفر قال: مر رسولُ اللهِ r على أناسٍ وهم يرمون كبشًا بالنبلِ فكره ذلك وقال:" لا تمثلوا بالبهائم ".
4- كان r يأمر أصحابَه بعدمِ التمثيلِ بجسدِ العدوِ ، ففي سنن أبي داود برقم 2246 عَنْ بُرَيْدَةَ أَنَّ النبيَّ r قَالَ :" اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تُمَثِّلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا ". صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم 2613 .
5- جملة وصاياه في ذلك الشأن في الحديثِ الذي رواه مسلمٌ في صحيحة برقم 3615عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ:" إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ".
وبالتالي فإن هذه هي سنة نبيِّنا r ، ووصياه بعدم التمثيلِ بالحيواناتِ ، وبالأعداءِ.. .. .
وعليه تسقط فريتهم التي تقول : إن رسولَ الإسلامِ هو أصل الإرهاب ......ثم إن ناقل الكفر ليس بكافرٍ، وليس بعد الكفرِ ذنب .....

ثانيًا : إن هناك سؤالاً الذي يطرح نفسَه هو: متي قال النبيَّ r: " َقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ " ؟
الجواب : من خلال قراءة الحديث يتضح لنا أن النبيَّ r قاله قبل الهجرةِ ،حيث إن المشركين اضطهدوه r ،وحاولوا خنقه .... فقال لهم على سبيلِ التوعدِ وتخويفهم حتى يبتعدوا عنه :" َقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ ".
يُدعم ما ذكرتُ ما جاء في صحيحِ بنِ حبان برقم 6689 عن عمرو بنِ العاص  قال: ما رأيت قريشا أرادوا قتل رسول الله r إلا يوما رأيتهم وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول الله r يصلي عند المقام،فقام إليه عقبة بن أبي معيط ، فجعل رداءه في عنقه ، ثم جذبه حتى وجب لركبتيهr ، وتصايح الناس ، فظنوا أنه مقتول . قال : وأقبل أبو بكر  يشتد حتى أخذ
بضبعي رسول الله r من ورائه ، وهو يقول : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، ثم انصرفوا عن النبي r ، فقام رسول الله r
، فلما قضى صلاته مر بهم وهم جلوس في ظل الكعبة ،فقال :« يا معشر قريش أما والذي نفسي بيده ، ما أرسلت إليكم إلا بالذبح » ، وأشار بيده إلى حلقه ، فقال له أبو جهل : يا محمد ، ما كنت جهولا ، فقال رسول الله r : « أنت منهم ».

نلاحظ من خلالِ ما سبق أنهr أُوذي أشد الإيذاء، وخُنِقَ r ، وضُرِب... فقال لهم ذلك حتى يخوفهم ويبتعدوا عنهم ، ويتركوه لدعوته التي كُلف بها ، وهذا واضح من قول المشركين عن النبيِّ r :" سَفَّهَ أَحْلَامَنَا وَشَتَمَ آبَاءَنَا وَعَابَ دِينَنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَسَبَّ آلِهَتَنَا...." وبعد ذلك حاولوا خنقه r....

ثالثًا : إن قيل : ما معني كلمة ( الذبح ) التي جاءت في الحديث ؟
قلتُ: ربما أُريد بها القتل، فمثلا: أنت لو قلتَ لإنسانٍ يضايقك أن لم تسكت سأذبحك! هل تقصد الذبح بمعنى النحر ؟! أم أنك تقصد القتل ؟ هذا هو .
وأما عن ضربِ العنقِ في اللغةِ العربية فهو يُطلق على القتلِ عامة ، وأما ضرب العنق يكون من الخلفِ فهو أريح للمقتول ؛ وليس المرادُ أن يُذبح الإنسانُ بطريقةٍ وحشيةٍ....

رابعًا: إن هذا الحديثَ فيه معجزة من معجزاتِ النَّبِيِّ r ، وفيه دلالة واضحة على صدقِ نبوتِه r حيث إننا نجد في الروايات التي سبق ذكرها أن النبيَّ r لما قال للذين أذوه: " َقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ " وكان ذلك على سبيل الوعيد والتخويف حدث ما قاله النبيُّ r ،حيث قُتل أبو جهل في غزوةِ بدر مذبوحًا ، وقتل عقبة بن أبي معيط الذي حاول قتل النبيِّ r خنقًا وغيرهما ... وتحقق قولُ نبيِّنا r فيهم " َقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ " ثم ثم إن قولهr :" َقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ " ليس لكل المشركين بل لهؤلاء المجرمين الذي آذوا نبيَّنا r خاصة ... ولا شبهة في ذلك بفضل الله  ؛ فليس في الحديثِ أدنى شبهة كما يحلم المترضون بل فيه أثبات لصدق نبوتِه كما أسلفتُ .....

خامسًا : إن الكتاب المقدس ينسب لبعض أنبيائه ورسله انه أمروا بالذبح ، وذبحوا بالفعل مخالفيهم ....
وذلك في الأتي:
1- يسوع المسيح يأمر أتباعه بذبحِ من لم يكن تحت سلطانه... وذلك في إنجيل لوقا الإصحاح 19 عدد 27أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي». !
وأتساءل: هل قرأ المعترضون " اذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي " ؟!
هل هذا ذبح محبة ؟ أم ذبح حقيقي ؟!!
وهل اعترضوا على هذا النص ، وجعلوه شبهة عندهم كما اعترضوا على الحديثِ لما قالوا: إن رسول الإسلام هو أصل الإرهاب.....؟!
وماذا لو كان القائل لهذا النص هو محمدٌ r :" اذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي " ،ماذا يكون ردهم عليه ...؟!

2- داودَ النَّبِيِّ بأنه مثّل بأعدائه من الفلسطينيين ،و قطع الرأس... وذلك في سفر
سفر صموئيل الأول إصحاح 17 عدد 46 هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ لإِسْرَائِيلَ ............ 51فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا. 52فَقَامَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا وَهَتَفُوا وَلَحِقُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى الْوَادِي، وَحَتَّى أَبْوَابِ عَقْرُونَ. فَسَقَطَتْ قَتْلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي طَرِيقِ شَعَرَايِمَ إِلَى جَتَّ وَإِلَى عَقْرُونَ. 53ثُمَّ رَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ الاحْتِمَاءِ وَرَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَنَهَبُوا مَحَلَّتَهُمْ. 54وَأَخَذَ دَاوُدُ رَأْسَ الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَضَعَ أَدَوَاتِهِ فِي خَيْمَتِهِ.!!
3- إيليا النبي ذبح في وادي قيشون 450 رجلاً من الذين كانوا يدعون نبوة البعل.... ، وذلك في سفر الملوك الأول إصحاح 18 عدد 22ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: «أَنَا بَقِيتُ نَبِيًّا لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً. .......40فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: «أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ». فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو: من هو مؤسس الإرهاب الحقيقي الذي نراه في العراق وأفغانستان وغيرهما علي أ يدي الأمريكان.... ؟!

كتبه الشيخ /أكرم حسن مرسي
نقلا عن كتابه رد السهام عن خير الأنام محمد - عليه السلام-
في دفع شبهات المنصرين عن النبي الأمين