الثلاثاء، 1 أبريل 2014

ردًا على رشيد ووحيد على قناة الحياة شبهة حول حديث مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ ! للشيخ /أكرم حسن مرسي

ردًا على رشيد ووحيد على قناة الحياة
شبهة حول حديث مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ !
للشيخ /أكرم حسن مرسي
الحمد لله الدي جعل في الاسلام ردا على كل سؤال و أخرس ألسنة هؤلاء فلا يستطيعون لأن يردوا على أسئلة المسلمين 

قالوا مرارًا : رسولُ الإسلام يأمر أصحابَه أن يقولوا لمن تعزي بعزاء الجاهلة كلامًا غير لائق... واستدلوا على ذلك بما جاء في مسند أحمد برقم 20285حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عُتَيٍّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا تَعَزَّى عِنْدَ أُبَيٍّ بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ افْتَخَرَ بِأَبِيهِ فَأَعَضَّهُ بِأَبِيهِ وَلَمْ يُكَنِّهِ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَمَا إِنِّي قَدْ أَرَى الَّذِي فِي أَنْفُسِكُمْ إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ إِلَّا ذَلِكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ وَلَا تَكْنُوا

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عَوْفٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عُتَيٍّ عَنْ أُبَيٍّ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِثْلَهُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عُتَيٍّ أَنَّ رَجُلًا تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ أُبَيٌّ :كُنَّا نُؤْمَرُ إِذَا الرَّجُلُ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا.
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث حسن.

الرد على الشبهة

أولاً: إن محمدًا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أعظم الخلقِ خَلقا وخُلقا ،وكان يأمر أصحابَه بمعالي الأخلاق ،وكان يقرب إليه أحسنهم أخلاقا؛ يدلل على ذلك ما يلي:


1- أن اللهI زكاه في خُلقِه قائلاً " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " (القلم4). 
2- أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان قرآنًا يمشي على الأرضِ ؛ ثبت ذلك في مسندِ أحمدَ برقم 24139 عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ :سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَتْ :كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ .

3- أنه لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا... ثبت ذلك في مسندِ أحمدَ برقم 24247 عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا ، وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ ،وَلَا يُجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ.


4- أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يدعو أصحابَه لحسنِ الخلقِ ، ويقرب منه أحسنهم خُلقا ... ثبت ذلك في الآتي:
أ- مسند أحمدَ برقم6526 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ r فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ: مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا .


ب- سنن أبي داودَ برقم 3562 أن النبيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نصح لرجلٍ قائلاً له : " لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا ". قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا وَلَا عَبْدًا وَلَا بَعِيرًا وَلَا شَاةً. قَالَ:" وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ الْمَعْرُوفِ وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنْ الْمَخِيلَةِ وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْه ِ" .


ج- صحيح الجامع رقم : 1176 قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :" أقربكم مني مجلسًا يومَ القيامةِ أحسنكم خلقا ". 
قال الألباني: ( حسن )
د- الحاكم في المستدرك برقم 29 عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال :" ليس المؤمنُ بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذيء" . 
قال الشيخُ الألباني : ( صحيح ): 5381 في صحيح الجامع.

ثانيًا: إن التعزي بعزاء الجاهلية هو التفاخر بالقبيلة، والنسب ،و الحسب،و التعصب لهم ،والقتال من أجلها مع إخوانهم ...ولا شك أن ذلك من أعظم الآثام ؛لأنها تؤدي إلى تفكيك وحدة المجتمع الإسلامي..... ثبت في صحيح مسلم برقم 1550 قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :" أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ ، وَالنِّيَاحَةُ، وَقَالَ: النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ.


وعليه فإن صاحب هذا الجرم يتلقى جزاءَ جرمِه ،والجزاء من جنس العمل وهو:" مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ وَلَا تَكْنُوا".

ثالثًا: إن الأمر بإيذاء من تعزى بعزاء أهل الجاهلية بهذه الكلمات.... كالأمر بقتل القاتل ، ورجم أو جلد الزاني ،و كقطع يد السارق ....فالعقاب دائمًا يكون عن جرمٍ وليس ابتداءً...يقول I: "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) " (البقرة).


إذن من يعترض على عقوبة إيذاء من تعزى بعزاء الجاهلية بتلك الكلمات ،فالواجب عليه أن يعترض أيضًا على الحدود ،والتعزيرات التي وردت في كتابِه المقدس كالأمر بقتل القاتل ،وقطع يد المرأة التي تمسك بالعضو الذكري للرجل تعارك مع زوجها....
أو عقوبة السجن والتغريم ...التي تنص عليها القوانين الوضعية...


رابعًا: إن إيذاء من تعزى بعزاء أهل الجاهلية ليس بهذه الكلمات فقط ،وليست – تلك الكلمات -واجبةً ؛بل إن وجدت عقوبة أخرى كالحبس ،أو التغريم ...- وهذه أشد- فلا مانع حتى لا يكون ذلك سببًا في تفكك وحدة المجتمع الإسلامي ،ومصدرًا من مصادر الفتن ، الكبر لأصاحبها...دليل ذلك ما جاء في صحيح البخاري برقم 3257 عن جَابِر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا وَكَانَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ :يَا لَلْمُهَاجِرِينَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ قَالَ: مَا شَأْنُهُمْ فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهَاجِرِيِّ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :" دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ". وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَقَدْ تَدَاعَوْا عَلَيْنَا لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا نَقْتُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْخَبِيثَ لِعَبْدِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :" لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ ".
إذن يتبين لنا من الحديث أن النبي لم يؤذ بالقول من تعزى بعزاء أهل الجاهلية و لم يأمر بذلك ،وهذا دليل على عدم وجوب إيذاء من تعزى بعزاء الجاهلية ؛لأنه لم يؤذ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من تعزى بعزاء أهل الجاهلية... .بسبب الفتن ،ولكنه استخدم لين القول ،والكلام الطيب لجمح لجام الفتنة...



فالأمر بإيذاء من تعزى بعزاء أهل الجاهلية هو للزجر، و ليس لحقيقة السب نفسه ،وذلك بعد لين القول ،والكلام الطيب... 
فإن لم ينتهي قلنا له: أَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيك،وليس ذلك إلا في حال الضرورة،والضرورة تقدر بقدرها..

خامسًا: قد يقال :ما معنى فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا؟

قلتُ :معنى َأَعِضُّوهُ ليس المراد أنه يعض بأسنانه ذكر أبيه.....فلغة العرب تقول: عض الرجل يعضه عضيضًا: أي: لزمه و لصق به ، و ليس المقصود عض بالأسنان ... يدعم ذلك الحديث يتحدث زمن الفتن ففيه يقول- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" فاعتزل تلك الفرق كلها و لو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت و أنت كذلك "(الحاكم في المستدرك (ج1/ص197 )
أي: تلزم شجرة تعيش عندها وتعتزل الفتن حتى تموت، وليس المقصود أن الإنسان سيعض الشجرة بأسنانه بطبيعة الحال ...

ومعنى ( الزم هن أبيك): هو أن الإنسان لا يكون في هن أبيه -ذكر أبيه- إلا قطرة حقيرة من المنى


وعليه فإذا كنت أيها المفتخر بنسبك ،وبقبيلتك... بأنك من قبيلة كذا و كذا , فها نحن نذكرك بأصلك الحقيقي , فأنت لست سوى قطرة من مني من هن أبيك – ذكر أبيك- 
و من المعروف أن الإنسان يستحي من عورته و يداريها , فإذا تكلمت عن أصلك أيها المتكبر , فسنذكرك بأصلك الذي خرجت منه والذي تحرص على ستره...



سادسًا:إن الكتابَ المقدس يذكر لنا كلمات كثيرة غير لائقة.... وذلك في عدة مواضع منها :


1- ينسب الكتابُ المقدس إلى إشعياء النبيِّ أنه سب قومَه... وذلك في سفر إشعياء إصحاح 57 عدد 3«أَمَّا أَنْتُمْ فَتَقَدَّمُوا إِلَى هُنَا يَا بَنِي السَّاحِرَةِ، نَسْلَ الْفَاسِقِ وَالزَّانِيَةِ!! 
2- ينسب الكتاب المقدس إلى شاول أنه سب ابنَه سبًا قبيحًا بألفاظٍ غير لائقةٍ ...وذلك في سفرِ صموئيل الأول إصحاح 20 عدد 30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ ؟!! 


3- يذكر الكتاب المقدس وصف مفاتن المرأة بما فيه الثديان... سفرِ نشيد الإنشاد إصحاح 4 عدد 5 ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ، تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. وفي إصحاح 7 عدد 1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ، صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ، لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخَشْفَتَيْنِ، تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. 5رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ، وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ. 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ، وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ، وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ، 9وَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ.


4- يذكر الكتاب المقدس هذا النص الغريب العجيب..... سفر الأمثال إصحاح 30 عدد15لِلْعَلُوقَةِ بِنْتَانِ: «هَاتِ، هَات!». ثَلاَثَةٌ لاَ تَشْبَعُ، أَرْبَعَةٌ لاَ تَقُولُ: «كَفَا».
وبحسب الترجمة اليسوعية:" للعلقة بنتان تقولان:"هات هات" ،ثلاث لا تشبع ،وأربع لا تقول:"كفى" !


5- سفرِ حزقيال في الإصحاح الثالث و العشرون بأكملِه عبارة غير لائقة... ولكني أكتفي هنا بالإعداد التالية:



17فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ، فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ، وجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا. 18وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا، فَجَفَتْهَا نَفْسِي، كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. 19وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ. 22«لأَجْلِ ذلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ، هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ، وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ: 23بَنِي بَابِلَ وَكُلَّ الْكَلْدَانِيِّينَ، فَقُودَ وَشُوعَ وَقُوعَ، وَمَعَهُمْ كُلُّ بَنِي أَشُّورَ، شُبَّانُ شَهْوَةٍ، وُلاَةٌ وَشِحَنٌ كُلُّهُمْ رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتٍ وَشُهَرَاءُ.



والأعجب قول الأب متى المسكين عنه :اللغة القبيحة الفاحشة في أحط معناها وصورها [ثم يقول] فيها كل وساخة الزنا وفحشاء الإنسان....! جاء ذلك في كتابة (النبوة والأنبياء في العهد القديم (صــ 227:226)قائلاً:
و سوف يصدم القارئ المتحفظ باستخدام اللغة القبيحة الفاحشة في أحط معناها و صورها في مخاطبة أهل إسرائيل أربعة وعشرون إصحاحًا يفتتح بهم حزقيال نبوته عليهم فيها كل وساخة الزنا ، وفحشاء الإنسان...أهـ 



وأتساءل : لماذا توجد هذه الألفاظ في كتابٍ من عند اللهِ في (الكتاب مقدس).... ؟!
وما هو رد المعترضين على تلك النصوص ؟ 


"ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم"


خامسًا: قد يقال :ما معنى فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا؟
قلتُ :معنى َأَعِضُّوهُ ليس المراد أنه يعض بأسنانه ذكر أبيه.....فلغة العرب تقول: عض الرجل يعضه عضيضًا: أي: لزمه و لصق به ، و ليس المقصود عض بالأسنان ... يدعم ذلك الحديث يتحدث زمن الفتن ففيه يقول- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" فاعتزل تلك الفرق كلها و لو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت و أنت كذلك "(الحاكم في المستدرك (ج1/ص197 )
أي: تلزم شجرة تعيش عندها وتعتزل الفتن حتى تموت، وليس المقصود أن الإنسان سيعض الشجرة بأسنانه بطبيعة الحال ...
ومعنى ( الزم هن أبيك): هو أن الإنسان لا يكون في هن أبيه -ذكر أبيه- إلا قطرة حقيرة من المنى
وعليه فإذا كنت أيها المفتخر بنسبك ،وبقبيلتك... بأنك من قبيلة كذا و كذا , فها نحن نذكرك بأصلك الحقيقي , فأنت لست سوى قطرة من مني من هن أبيك – ذكر أبيك- 
و من المعروف أن الإنسان يستحي من عورته و يداريها , فإذا تكلمت عن أصلك أيها المتكبر , فسنذكرك بأصلك الذي خرجت منه والذي تحرص على ستره...


معنى الحديث ببساطة ... يا مفتخرًا بحسبك ونسبك وتعصبك الأعمي ... فلا تنسى نفسك ولا تنسى من أين جئت .. 

وكان للشاعر إيليا أبو ماضي أبياتًا بمعنى مماثلًا :

نسى الطين ساعة أنه طين حقير فصال تيهًا وعربد ..

وكسى الخز جسمه فتباهى وحوى المال كيسه فتمرد ..

يعني .. إلزم المكان الذي جئت منه فهذا قدرك .. ولا تتطلع لأكثر من ذلك .. ولا تغتر بما وهبك الله .. فما الإشكال في ذلك إذًا .. ؟؟!!!

ثانيًا الذي يعرف عقاب المتعزي بعزاء الجاهلية ... لن يفرح بحسبه وبنسبه مرة أخرى حتى ينضبط فكره هكذا ويستقيم .. ثم أن رشيد هذا احتاج أن ينظر في المعجم حتى يعرف معنى الحديث ثم يقول بعد ذلك أنه كلام صريح لا يصح ... سبحان الله في أمر هؤلاء !!!

وطبعًا رشيد وأمثاله دائمًا ما يركزون على شبهات من نوع معين ... لأن نشيد الإنشاد وغيره قد سبب لهم عقدة ... فبدلًا من أن يحلوا أزمات ألفاظ كتابهم الوقحة البذيئة ( الصريحة ) ... راحوا يطعنون في الإسلام بجهلهم وفهمهم الخاطئ ... من يدري لربما أزيل نشيد الإنشاد من كتابهم ذات يوم - كما أضيف في السابق- فهو ليس بأول ولا آخر ما يضاف أو يزال من هذا الكتاب !!!

لا تنسوا يا جماعة السبب من ظهور هذا المسمى رشيد ... وهو التعتيم والتشويش على اختفاء المدعو زكريا بطرس وهروبه من الرد على الشيخ الزغبي ..!!!

تفضلوا :

http://www.youtube.com/watch?v=vRhee...yer_embedded#!

تفصيل القول في حديث " أعضوه بهن أبيه " والرد على من قال إنه من الفحش


السؤال: سألني ملحد : كيف يتكلم الرسول عليه السلام بالألفاظ البذيئة !! وهو نبي ، مثل : ( أعضوه بهن أبيه ) ، ويقر قول أبي بكر : " امصص بظر اللات " ، مع أنه عليه السلام : نهى عن التفحش ؟ . فما الجواب المفصل بارك الله فيكم ؟ . 
الجواب:
الحمد لله

أولاً:
لا ينبغي للمسلم أن يلتفت لطعن الطاعنين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد زكَّاه ربُّه تعالى في خلُقه فقال ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم/ 4 ، فإذا كانت هذه تزكية رب السموات والأرض له صلى الله عليه وسلم : فكل طعنٍ فيه لا قيمة له ، ولسنا نتبع نبيّاً لا نعرف دينه وخلُقه ، بل نحن على علم بأدق تفاصيل حياته ، وقد كانت منزلته عالية حتى قبل البعثة ، وشهد له الجاهليون بكمال خلقه ، ولم يجدوا مجالاً للطعن فيها ، والعجب هو عندما يأتي ملحد قد سبَّ رب العالمين أعظم السب فنفى وجوده ، يأتي ليطعن في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتهمه بالفحش والبذاءة ، ويعمى عن كمال خلقه ، وينسى سيرته وهديه ، وما أحقه بقول القائل : 
وَهَبني قُلتُ هَذا الصُبحُ لَيلٌ أَيَعمى العالَمونَ عَنِ الضِياءِ



ثانياً:
قد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ، ومع بعثه بأعظم رسالة للعالَمين ، وفيها أحكام لأدق تفاصيل الحياة ، إلا أنه في الأبواب التي لها تعلق بالعورة لا نراه إلا عفَّ اللسان ، يستعمل أرقى عبارة ، ويبتعد عن الفحش في الكلام ، ويوصل المقصود بما تحتويه لغة العرب الواسعة ، وذلك في أبواب متعددة ، مثل : قضاء الحاجة ، والاغتسال ، والنكاح ، وغير ذلك ، وقد تنوعت عباراته حتى إن الرجل ليستطيع التحدث بها أمام النساء ، ولعلَّنا نكتفي بمثال واحدٍ يؤكد ما سبق ذِكره ، وإلا فالأمثلة كثيرة جدّاً :
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غُسْلِهَا مِنْ الْمَحِيضِ ، فَأَمَرَهَا كَيْفَ تَغْتَسِلُ ، قَالَ : ( خُذِي فِرْصَةً مِنْ مَسْكٍ فَتَطَهَّرِي بِهَا ) ، قَالَتْ : كَيْفَ أَتَطَهَّرُ ؟ قَالَ : ( تَطَهَّرِي بِهَا ) قَالَتْ : كَيْفَ ؟ قَالَ : ( سُبْحَانَ اللَّهِ تَطَهَّرِي ) ، فَاجْتَبَذْتُهَا إِلَيَّ فَقُلْتُ : تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ .
رواه البخاري ( 308 ) ومسلم ( 332 ) .
ومعنى ( فِرصة من مِسك ) أي : قطعة صوف أو قطن عليها ذلك الطيب المعروف .
وفي رواية للبخاري ( 309 ) :
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنْ الْمَحِيضِ ؟ قَالَ : ( خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَوَضَّئِي ثَلَاثًا ) ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَحْيَا ، فَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ ، أَوْ قَالَ : ( تَوَضَّئِي بِهَا ) فَأَخَذْتُهَا فَجَذَبْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا يُرِيدُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .



ثالثاً:
بخصوص الجواب عن الحديث المذكور في السؤال : فإننا ننبِّه على أمرين قبل ذِكر تفصيل الجواب :


الأول : أن هذا اللفظ الوارد في الحديث لم يستعمله النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، وهو لم يكن لابتداء الكلام به ، بل هو عقوبة لقائله ، أي : أنه شُرع ردّاً على مرتكبٍ لمحرَّم وهو التعصب الجاهلي .

الثاني : أن ما يوجد في شرع الله تعالى من عقوبات وحدود إنما يراد منها عدم وقوع المعاصي والآثام التي تُفسد على الناس حياتهم ، فمن رأى قطع اليد عقوبةً شديدة فليعلم أنه بها يحفظ ماله من أهل السرقة ، ومن استبشع الرجم للزاني المحصن فليعلم أنه به يأمن من تعدِّي أهل الفجور على عرضه ، وهكذا بقية الحدود والعقوبات ، ومثله يقال في الحد من التعصب الجاهلي للقبيلة ، والآباء ، والأجداد ، فجاء تشريع هذه الجملة التي تقال لمن رفع راية العصبية الجاهلية ؛ لقطعها من الوجود ، ولكف الألسنة عن قولها ، وفي كل ذلك ينبغي النظر إلى ما تحققه تلك العقوبات والروادع من طهارة في الأقوال ، والأفعال ، والأخلاق ، وهذا هو المهم لمن كان عاقلاً ، يسعى لخلو المجتمعات من الشر وأهله .



رابعاً:
أما الجواب التفصيلي عن الحديث الوارد في السؤال : فنحن نذكر ألفاظ الحديث ، ثم نعقبها بشروح أهل العلم له .


عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَجُلًا اعْتَزَى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعَضَّهُ وَلَمْ يُكَنِّهِ ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِلْقَوْمِ : إِنِّي قَدْ أَرَى الَّذِي فِي أَنْفُسِكُمْ ؛ إِنِّي لَمْ أَسْتَطِعْ إِلَّا أَنْ أَقُولَ هَذَا ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا : ( إِذَا سَمِعْتُمْ مَنْ يَعْتَزِي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ وَلَا تَكْنُوا ) .
رواه أحمد ( 35 / 157 ) وحسَّنه محققو المسند . 

عَنْ أُبَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا اعْتَزَى ، فَأَعَضَّهُ أُبَيٌّ بِهَنِ أَبِيهِ ، فَقَالُوا : مَا كُنْتَ فَحَّاشًا ؟ قَالَ : إِنَّا أُمِرْنَا بِذَلِكَ .
رواه أحمد ( 35 / 142 ) وحسَّنه محققو المسند ، وصححه الألباني في صحيح الجامع . 
قال أبو جعفر الطحاوي – رحمه الله - :
ففي هذا الحديث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن سُمِع يدعو بدعاء الجاهلية ما أمر به فيه . 
فقال قائل : كيف تقبلون هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تروون عنه : ( الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء من النار ) ؟ .
قال : ففي هذا الحديث أن البذاء في النار ، ومعنى البذاء في النار هو : أهل البذاء في النار ؛ لأن البذاء لا يقوم بنفسه ، وإنما المراد بذِكره من هو فيه .
فكان جوابنا في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه :

أن " البذاء " المراد في هذا الحديث خلاف البذاء المراد في الحديث الأول ، وهو البذاء على مَن لا يستحق أن يُبذأ عليه ، فمن كان منه ذلك البذاء : فهو من أهل الوعيد الذي في الحديث المذكور ذلك البذاء فيه ، وأما المذكور في الحديث الأول : فإنما هو عقوبة لمن كانت منه دعوى الجاهلية ؛ لأنه يدعو برجل من أهل النار ، وهو كما كانوا يقولون : " يا لبكر ، يا لتميم ، يا لهمدان " ، فمن فمن دعا كذلك من هؤلاء الجاهلية الذين من أهل النار كان مستحقّاً للعقوبة ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم عقوبته أن يقابل بما في الحديث الثاني ؛ ليكون ذلك استخفافاً به ، وبالذي دعا إليه ، ولينتهي الناس عن ذلك في المستأنف ، فلا يعودون إليه .


وقد روي هذا الحديث بغير هذا اللفظ ، فعن عُتيّ بن ضمرة قال : شهدتُه يوماً - يعني : أبي بن كعب ، وإذا رجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضّه بكذا أبيه ، ولم يكنه ، فكأن القوم استنكروا ذلك منه ، فقال : لا تلوموني فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لنا : ( من رأيتموه تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ، ولا تكنوا ) .
ومعناه : معنى الحديث الذي قبله ؛ لأن معنى ( من تعزى بعزاء الجاهلية ) : إنما هو مِن عزاء نفسه إلى أهل الجاهلية ، أي : إضافتها إليهم .
" بيان مشكل الآثار " ( 8 / 51 – 54 ) باختصار وتهذيب .


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
ولهذا قال من قال من العلماء إن هذا يدل على جواز التصريح باسم العورة للحاجة ، والمصلحة ، وليس من الفحش المنهي عنه، كما في حديث أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من سمعتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه هن أبيه ولا تكنوا) رواه أحمد ، فسمع أبي بن كعب رجلاً يقول : يا فلان ، فقال : اعضض أير أبيك ، فقيل له في ذلك فقال : بهذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
" منهاج السنة النبوية " ( 8 / 408 ، 409 ) . 


وقال ابن القيم – رحمه الله – عند التعليق على حديث أبي داود : أن رجلاً عَطَسَ عند النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ! فَقَالَ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَعَلَيْكَ السَّلامُ وعَلَى أُمِّكَ ) - :
ونظيرُ ذِكر الأُم هاهنا : ذكرُ " هَنِ " الأب لمن تعزَّى بعزاءِ الجاهلية ، فيقال له : اعضُضْ هَنَ أَبِيكَ ، وكَانَ ذِكرُ " هَنِ " الأب هاهنا أحسن تذكيراً لهذا المتكبِّرِ بدعوى الجاهلية بالعُضو الذى خَرَجَ منه ، وهو " هَنُ " أبيه ، فَلاَ يَنْبَغِى لَهُ أن يتعدَّى طَوْرَهُ ، كما أن ذِكرَ الأُم هاهنا أحسنُ تذكيراً له ، بأنه باقٍ على أُمِّيته ، والله أعلم بمراد رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
" زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 2 / 438 ) .



خامساً:
قد عمل كبار الصحابة بهذه الوصية ، ورأوا ذلك عقوبة وقعت على مستحقها ، ولم يروا ذلك مستقبحاً في شيء ؟! وقد سبق ذِكر قول أبي بن كعب راوي الحديث لها ، وقد قالها – أيضاً – أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه ، فقد قال عروة بن مسعود لما جاء مفاوضاً عن المشركين في " الحديبية " للنبي صلى الله عليه وسلم : " فَإِنِّى وَاللَّهِ لأَرَى وُجُوهًا ، وَإِنِّى لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ " ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : " امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ " ، فَقَالَ : مَنْ ذَا ؟ قَالُوا : أَبُو بَكْرٍ .
رواه البخاري ( 2581 ) .
قال ابن حجر – رحمه الله - :
و " البَظْر " : بفتح الموحدة ، وسكون المعجمة : قطعة تبقى بعد الختان في فرج المرأة .
و" اللات " : اسم أحد الأصنام التي كانت قريش وثقيف يعبدونها ، وكانت عادة العرب الشتم بذلك ، لكن بلفظ الأم ، فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه ، وحمَله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار .

وفيه : جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه ما يستحق به ذلك ، وقال ابن المنيِّر : في قول أبي بكر تخسيس للعدو ، وتكذيبهم ، وتعريض بإلزامهم من قولهم " إن اللات بنت الله ! " تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ، بأنها لو كانت بنتاً : لكان لها ما يكون للإناث .
" فتح الباري " ( 5 / 340 ) . 

وقال ابن القيم – رحمه الله - :
وفى قول الصِّدِّيق لعروة : " امصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ " : دليلٌ على جواز التصريح باسم العَوْرة ، إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال ، كما أذن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يُصرَّح لمن ادَّعى دعوى الجاهلية بِهَنِ أبيه ، ويقال له : " اعضُضْ أيْرَ أبيك " ، ولا يُكْنَى له ، فلكل مقام مقال .
" زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 3 / 305 ) . 


والله أعلم



الإسلام سؤال وجواب

http://islamqa.info/ar/ref/121823


الحمد لله على نعمة الإسلام العظيم والحمد لله عز وجل ليس في ديننا أي شئ نخجل منه .. 

نفتخر كل الفخر بكل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى - وقد وضع بها حلولا لمشكلات لو طبقت تلك بصدق على مجتمعاتنا لما وصلنا على الحال السئ الذي وصلت له أمتنا حتى الآن ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق