الأحد، 6 أبريل 2014

عبادة مريم الشاهد السادس

الشاهد السادس

المؤرخ أندرو ملر وقد كتب في أمر عبادة مريم في القرون الثلاثة الأولى بعد المسيح وسأقتبس من كتابه(14) وأضعه لكم حتى تقرأه وقد قال الآتي :

(نشأت عبادة مريم أصلاً من الروح التقشفية التي سادت في القرن الرابع قبل هذا الوقت لم يكن لعبادتها أي أثر ولكن حوالي ختام القرن الرابع أذيع أنه أكتشف أنه كان في هيكل أورشليم عذارى قد كرسنّ أنفسهن لله ومن بينهن كانت مريم التي نذرت الاحتفاظ بعذراويتها إلى الأبد وهذا التعليم الجديد قاد إلى اعتبارها المثل الأعلى لحالة العزوبة كما أعطى صفة رسمية لمبدأ عدم الزواج بعد ذلك تواً أصبح من المعتاد أن يطلق على العذراء مريم إسم والدة الإله الأمر الذي تسببت عنه المجادلة النسطورية غير انه رغما عن كل معارضة
انتشرت العبادة المريمية وفي القرن الخامس وضعت في جميع الكنائس تماثيل وصور جميلة للعذراء وهى تحمل بين ذراعيها الطفل يسوع وبهذه الصور تطورت الأمور بصورة غريبة حتى صارت العذراء غرضا مباشراً للتعبد وأصبحت المريمية من ذلك الحين هي شهوة كنيسة الله المتحكمة فيها

أما عن الخدمة اليومية الخاصة بمريم وكذلك الأيام والأعياد التي تكرست لتكريمها فقد أمر بها وثبتها جميعا البابا اوربان الثاني في جمع كلير مونت عام 1095 م .

إذن فعبادة العذراء قد أصبحت مبدأ من مباديء كنيسة روما واستمرت هكذا حتى إلى يومنا الحاضر  . قد يدعي أتباع روما إنكار عبادتهم لمريم لان العبادة هي من حق الله وحده ولكن رغما عن ذلك فإن الصلوات للعذراء تحمل حيزا هاما وكبيراً في كتب صلواتهم لا بل نحن نعتقد انه لا توجد صلاة تستعمل في الكنائس بإستمرار وبكثرة مثل صلاة (السلام لك يامريم ) , التي بعد أن تقتبس فيها من تحية الملاك جبرائيل للعذراء تضاف هذه الكلمات يا قديسة مريم يا والدة الإله صلى لأجلنا نحن الخطاة الآن وساعة الخطاة آمين

وكذلك في صلاة اخرى يخاطبون العذراء قائلين ( اننا نلتجىء إلى رعايتك يا والدة الإله المقدسة فلا تحتكرى طلباتنا وقت حاجتنا بل خلصينا من كل خطر أيتها العذراء المباركة الممجدة إلى الأبد )

وثالثاً تقول ( السلام لك ايتها الملكة المقدسة يا أم الرحمة يا حياتنا ويا سرورنا ويا رجائنا إليك نحن نصرخ نحن أولاد حواء المساكين المطرودين إليك نرسل تأوهاتنا وتنهداتنا وبكائنا في وادي الدموع هذا  فحولي لنا إذن أيتها الشفيعة الكثيرة النعمة حولي نعم رحمتك إلينا )..

هكذا أصبحت العبادة المريمية عبادة المسيحية أجمع حتى أن كل كاتدرائية لا بل تقريبا كل كنيسة كبيرة كان لها معبد سيدتنا أو كما يسمونه شابل دى نوتر دام الخاص بها ولا شك انه واضح جدا من هذه الاقتباسات التي أوردناها أن العذراء كانت ولا تزال تخاطب ليس فقط كشفيعة عند ابنها بل كأول وأسمى غرض تتجه إليه العبادة وما هذه الاقتباسات التي أوردناها سوى عينة هادئة ورزينة بالمقابلة مع تلك الحماسية التي أشبه شيئا بعبودية فروسية التي تجدها في كتب الترانيم والتسابيح والإجبيات المختلقة فصفات اللاهوت منسوبة لها وتراها ممثلة كملكة السماء جالسة بين الكروبيم والسراقيم .) أ هـ .
وسأضع لكم صورة من المرجع لكي يكون سهل التصفح والقراءة منه



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق