الأخطاء غير المقصودة:-
(1) أخطاء العين:
أ – تبديل كلمة بكلمة آخرى:
"The scribe who was afflicted with astigmatism found it difficult to distinguish between Greek letters which resemble one another, particularly when previous copyist had not written with care."
"الناسخ المصاب بالإستجماتيزم (لا تتكون الصورة فى البؤرة فتُرَى مشوشة) يجد صعوبة فى التفريق بين الأحرف اللاتينية المتشابهة، خاصةً إذا كان الناسخ السابق قد نسخها دون عناية"
ب – حذف جمل كاملة:
"When two lines in the exemplar being copied happened to end with the same word or words, or even sometimes with the same syllable, the scribe's eye might wander from the first to the second, accidentally omitting the whole passage lying between them"
"عندما يتم نسخ سطرين ينتهيا بنفس الكلمة أو الكلمات، أو فى بعض الأحيان بنفس المقطع، يمكن أن تتحول عين الناسخ من الكلمة الأولى إلى الكلمة الثانية، فتُحذف العبارة الواقعة بينهما كاملةً بطريق الخطأ"
مثال ذلك حذف عبارة لوقا 10 : 32 من بعض المخطوطات كالسينائية لتشابه نهاية العدد 32 مع نهاية العدد 31 فتقع عين الناسخ على نهاية العدد 32 فيظنها نهاية العدد 31 التى نسخها تواً فيتركها وينتقل إلى العدد 33.
Luk 10:31 فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ.
Luk 10:32 وَكَذَلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ.
Luk 10:31 κατα συγκυριαν δε ιερευς τις κατεβαινεν εν τη οδω εκεινη και ιδων αυτον αντιπαρηλθεν
Luk 10:32 ομοιως δε και λευιτης γενομενος κατα τον τοπον ελθων και ιδων αντιπαρηλθεν
Luk 10:33 σαμαρειτης δε τις οδευων ηλθεν κατ αυτον και ιδων αυτον εσπλαγχνισθη
كذلك حذف عبارة 1 كو 9 : 2 التى تُظهر إعتراف بولس بتشكيك البعض فيه فقال: "وإن ما كنت رسولاً عند غيركم فأنا رسول عندكم لأنكم أنتم ختم رسالتى فى الرب" لتشابه نهايتها مع العدد السابق لها.
1Co 9:1 ουκ ειμι αποστολος ουκ ειμι ελευθερος ουχι ιησουν χριστον τον κυριον ημων εωρακα ου το εργον μου υμεις εστε εν κυριω
1Co 9:2 ει αλλοις ουκ ειμι αποστολος αλλα γε υμιν ειμι η γαρ σφραγις της εμης αποστολης υμεις εστε εν κυριω
ثم إن من بين تلك الأخطاء ما تسبب فى أن يُحب المسيحى أباه وأمه وإمرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه وألا يعمل بالتعليم السليم ويبعض كل هؤلاء، إذ حُذِفت العبارة المحتوية على هذا التعليم المهم فى لوقا 14 : 26 لكن حذف هذا العدد إن كان للخطأ البصرى فالعدد التالى له هو المتشابه معه لا السابق له.
Luk 14:26 «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.
Luk 14:27 وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.
Luk 14:26 ει τις ερχεται προς με και ου μισει τον πατερα εαυτου και την μητερα και την γυναικα και τα τεκνα και τους αδελφους και τας αδελφας ετι δε και την εαυτου ψυχην ου δυναται μου μαθητης ειναι
Luk 14:27 και οστις ου βασταζει τον σταυρον αυτου και ερχεται οπισω μου ου δυναται μου ειναι μαθητης
(2) أخطاء السمع:
"When scribes made copies from dictation, or even when a solitary scribe in his own cell pronounced to himself the words which he was transcribing, confusion would sometimes arise over words having the same pronunciation as others, but differing in spelling (as the English words 'there' and 'their' or 'grate' and 'great')."
"عندما يقوم النساخ بصنع مخطوطات إملاءًا، أو حتى حين يقوم ناسخ معتزل فى صومعته بنطق الكلمات التى ينقلها لنفسه، يمكن أن يحدث تشويش مع الكلمات التى لها نفس النطق لكن تختلف فى طريقة الكتابة"
بعض الحروف فى اللغة اليونانية تنطق بطريقة مقاربة لبعضها البعض مثل حرفى الأوميجا (ω) والأوميكرون (ο) كلاهما يُنطق بطريقة مشابهة لنطق حرف (O) فى الإنجليزية، فحين يهمس الناسخ بالكلمة التى سيكتبها فى نفسه وتحتوى على حرف من هذين الحرفين؛ فإنه قد يُخطىء ويستبدل حرف بحرف فى الكلمة الواحدة.
مثال على ذلك كلمة (εχομεν) كُتِبت كذلك (εχωμεν) فى الرسالة إلى رومية ( 5 : 1 ).
لكن فى بعض الأحيان ينتج عن ذلك كلمات مختلفة تماماً وتشويش على المعنى مثلما حدث فى إنجيل متى ( 11 : 16 ) مع كلمة (ἑτεροις) وتُنطق (هيتيروس) بمعنى (الآخرين)، كُتِبت كذلك (ἑταίροις) وتُنطق كذلك (هيتيروس) بمعنى (رفقاء أو أصحاب).
الأولى صفة، والثانية اسم؛ لذا تقول ترجمة الأخبار السارة: "بمن أشبه أبناء هذا الجيل? هم مثل أولاد جالسين في الساحات يتصايحون" بينما تقول ترجمة سميث وفاندايك: "وبمن أشبه هذا الجيل؟ يشبه أولادا جالسين في الأسواق ينادون إلى أصحابهم"؛ فمن يدعو هذا الجيل؟ أصحابه فقط؟ أم يصيح بكل من فى الأسواق والساحات؟
هل إعتبر بولس نفسه واحداً من أبناء الوعد أم لا؟
كذلك كلمة (ημεις) وتُعنى (نحن) وكلمة (υμεις) وتُعنى (أنتم) وكلاهما له نفس النطق (إيميس)؛ قد جاءت على كلا الشكلين فى غلاطية ( 4 : 28 ) فإما أن بولس أضاف نفسه مع قراءه فى أبناء الوعد أو لا؛ تقول ترجمة سميث وفاندايك: " وأما نحن أيها الإخوة فنظير إسحاق، أولاد الموعد" وأما ترجمة الأخبار السارة فتخرج بولس من الوعد فتقول: "فأنتم، يا إخوتي، أبناء الوعد مثل إسحق"
(3) أخطاء الذهن:
"The category of errors of the mind includes those variations which seem to have arisen while the copyist was holding a clause or sequence of letters in his (somewhat treacherous) memory between the glance at the MS to be copied and the writing down of what he saw there. In this way one must account for the origin of a multitude of changes involving the substitution of synonyms, variation in the order of words, and the transposition of letters."
"تشتمل فئة أخطاء الذهن على تلك الإختلافات التى تبدو أنها قد ظهرت أثناء إحتفاظ الناسخ بعبارة أو تسلسل من الأحرف فى ذاكرته – الخائنة بعض الشىء – فى الفترة ما بين لمحة للمخطوطة التى ينسخها وما رآه مكتوباً فى الآخرى. لهذه الطريقة يجب أن نعتبر الإختلافات الوفيرة التى تحتوى على تبديل مرادفات، إختلافات فى ترتيب الكلمات، وإختلافات فى أماكن الحروف"
من أمثلة تبديل المترادفات إبدال (εφη) بمرادفها (ειπεν)، الأولى تُعنى: يعرف بمعتقدات أو أفكار شخص، يصرح ويؤكد، يقول، وتُعنى الثانية: يقول، يتحدث، يؤكد، يُعلم.
ومن أمثلة التغيير فى ترتيب الكلمات ما وقع فى إنجيل مرقس ( 1 : 5 ) فى قوله: "وإعتمدوا كلهم" وتُعبر عنها الكلمات الثلاث:
καὶ ἐβαπτίζοντο πάντες
καὶ بمعنى حرف العطف (و)
ἐβαπτίζοντο بمعنى (إعتمدوا)
πάντες بمعنى (كلهم)
جاء ترتيبها كذلك (ἐβαπτίζοντο καὶ πάντες ) (كلهم وإعتمدوا)
و(καὶ πάντεςἐ βαπτίζοντο ) (وكلهم إعتمدوا)
أما إختلافات أماكن الحروف فى الكلمات فقد ينتج عنه كلمة مختلفة وقد تسبب هذا الخطأ فى مشكلة عندما كتب الناسخ (αἱ μαρτυροῦσαι) بمعنى (هى تشهد) هكذا (αμαρτανουσαι) بمعنى (تؤثمنى أو تخطأنى) فى قول المسيح: "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي." وهكذا تخون الناسخ ذاكرته، وحقاً هى تؤثم وتُخطأ هؤلاء الذين كذبوا على المسيح عليه السلام.
(4) أخطاء فى التمييز:
"Words and notes standing in the margin of the older copy were occasionally incorporated into the text of the new MS. since the margin was used for glosses (that is, synonyms of hard words in the text) as well as corrections, it must have often been most perplexing to a scribe to decide what to do with a marginal note. It was easiest to solve his doubt by putting the note into the text which he was copying."
"الكلمات والملاحظات الموجودة على هامش النسخ القديمة تدخل أحياناً فى نص المخطوطات الحديثة، حيث كان يُستخدم الهامش فى العادة للتعليقات (كالمرادفات الصعبة فى النص) وكذلك للتصحيحات مما كان يُربك الناسخ متسائلاً ما عساه أن يفعل بهذا الهامش. وكان من السهل عليه أن ينهى شكوكه بوضع التعليق الهامشى فى داخل النص الذى ينسخه."
عندما تُكتب ملحوظة أو تعليق هامشى على نص مُعين فى مخطوطة ما، يرتبك الناسخ الذى يقوم بإعداد مخطوطة جديدة من تلك القديمة ويتسائل فى حيرة: هل هذا نص نسيه الناسخ وكتبه على الهامش أم ماذا عساه أن يكون؛ فكان لكى يقضى على شكوكه يُدخل التعليق الهامشى على النص؛ فيصير غير المقدس مقدساً، وأمثلة على ذلك ما يلى:
"It isprobable that what was originally a marginal comment explaining the moving of the water in the pool at Bethesda (John 5.7) was incorporated into the text of John v. 3b-4 (see the KJV for the addition)."
"من المحتمل أن ما كان فى الأصل تعليق هامشى يشرح حركة الماء فى جرن البركة فى (يوحنا 5 : 7) قد أُدخِلَ إلى نص يوحنا (5 : 3 – 4) (لرؤية الإضافة أنظر نسخة الملك جيمس)"
يوحنا 5 : 2 :" وفي أورشليم عند باب الضأن بركة يقال لها بالعبرانية
«بيت حسدا» لها خمسة أروقة."
يوحنا 5 : 3 :" في هذه كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم يتوقعون تحريك الماء."
يوحنا 5 : 4 :"لأن ملاكا كان ينزل أحيانا في البركة ويحرك الماء. فمن نزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه."
نهاية العدد (3) التى تقول: "يتوقعون تحريك الماء" والعدد الأخير (4) الذى يشرح كيفية تحريك ماء البركة ولماذا كان الناس يضطجعون عندها هو فى الأصل تعليق هامشى من أحد النساخ أُقحِم على فترتين فى النص الأصلى، مرة بإضافة الجزء الأخير من العدد (3) ثم بعد ذلك بإضافة العدد (4) كاملاً.
[راجع: فيليب كمفورت (NT text and translation commentary) ص: 273]
"Again, it is altogether likely that the clause in later MSS at Rom. 8:1 'who walk not according to the flesh but according to the spirit', was originally an explanatory note"
"مرة آخرى، من المرجح تماماً أن عبارة (رومية 8 : 1) الموجودة فى مخطوطات متأخرة "السالكين ليس حسب الجسد بل الروح" كانت فى الأصل ملحوظة هامشية"
من أشهر تلك الإضافات هى عبارة 1 يو 5 : 7 :"فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب، والكلمة، والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد. "
جاء فى دائرة المعارف الكتابية: "وقد حدثت أحياناً بعض الإضافات لتدعيم فكر لاهوتي، كما حدث في إضافة عبارة "والذين يشهدون في السماء هم ثلاثة"(1يو5: 7) حيث أن هذه العبارة لا توجد في أي مخطوطة يونانية ترجع إلى ما قبل القرن الخامس عشر، ولعل هذه العبارة جاءت أصلاً في تعليق هامشي في مخطوطة لاتينية، وليس كإضافة مقصودة إلى نص الكتاب المقدس، ثم أدخلها أحد النسَّاخ في صلب النص"[راجع: دائرة المعارف الكتابية (ج 3، ص: 294- 295)]
الأخطاء المقصودة (المتعمدة):-
(1) تغييرات فى هجاء الكلمات والقواعد النحوية:
من أكثر تلك التغييرات التى تركت علامة بارزة فى نص العهد الجديد هو ما قام به أحد النساخ فى الرسالة إلى العبرانيين 1 : 3 بالمخطوطة الفاتيكانية بتصحيح هجاء كلمة (φανέρων) إلى (φέρων)، فجاء ناسخ لاحق وأعاد الهجاء الخاطىء مرة آخرى وترك له رسالة على الهامش قائلاً:
(αμαθεστατε και κακε αθες τον παλαιον μη μεταποιει)
(أيها الأحمق الوغد، أترك القراءة القديمة، لا تغيرها)
[راجع: الصورة عند بروس متزجر فى:
(Manuscripts of the Greek Bible: An Introduction to Greek Palaeography) (New York, 1981), pp. 74-5.]
(2) التوفيق بين الأناجيل:
"Since monks usually knew by heart extensive portions of the Scriptures, the temptation to harmonize discordant parallels or quotations would be strong in proportion to the degree of the copyist's familiarity with other parts of the Bible."
"إذ علم الرهبان بقلوبهم أجزاء واسعة من الكتاب المقدس، فإن إغراء التوفيق بين المتعارضات المتوازية أو الإقتباسات كان قوياً لدرجة إعتياد الناسخ على الأجزاء الآخرى من العهد الجديد"
يُعنى هذا التوفيق بين الأناجيل الأربعة فى القصص الموازية التى يسردها كل إنجيل؛ بحيث يُعطى كل إنجيل نفس التفاصيل التى يُعطيها الآخر، وفى أحيان آخرى عندما يتعارض إنجيل مع الآخر فى حادثة معينة يحاولون التوفيق بينهما بتلك الطريقة، كذلك حاولوا فى الإقتباسات المأخوذة من العهد القديم التوفيق بين الإقتباس فى العهد الجديد وما هو مكتوب فى العهد القديم.
مثال ذلك ما جاء فى إنجيل يوحنا (19 : 20) :" فقرأ كثير من اليهود هذه الكتابة، لأن المكان الذي صلبوا فيه يسوع كان قريبا من المدينة.وكانت الكتابة بالعبرية واللاتينية واليونانية." الجملة الأخيرة (وكانت الكتابة بالعبرية واللاتينية واليونانية) تم إضافة كلمات مثيلة لها على إنجيل لوقا (23 : 38): "وكان عنوان مكتوب فوقه بأحرف يونانية ورومانية وعبرانية: «هذا هو ملك اليهود»" لتتناغم القصتان فى السرد، وهذه الإضافة لا تجدها مثلاً فى ترجمة الأخبار السارة، ولا ندرى هل العبارة كُتِبت بتلك اللغات الثلاث كما يقول يوحنا أم لم تُكتب؟ ولماذا يتوافق لوقا مع يوحنا بدلاً من أن تُحذف العبارة فى يوحنا ليتوافق هو مع لوقا؟!
كذلك صلاة المسيح إلى الله فى لوقا (11 : 2 - 4) وهى بهذه الصورة القصيرة لا تتناسب مع الصورة الطويلة فى متى (6 : 9 - 13) ولذا تم إطالة تلك الصلاة لتتوافق مع إنجيل متى.
صيغة الصلاة فى إنجيل متى:
فصلوا أنتم هذه الصلاة: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك، في الأرض كما في السماء.أعطنا خبزنا اليومي، واغفر لنا ذنوبنا كما غفرنا نحن للمذنبين إلينا، ولا تدخلنا في التجربة، لكن نجنا من الشرير.
الصيغة القصيرة للصلاة فى إنجيل لوقا:
فقال لهم يسوع: "متى صليتم فقولوا: أيها الآب ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك أعطنا خبزنا اليومي واغفر لنا خطايانا، لأننا نغفر لكل من يذنب إلينا. ولا تدخلنا في التجربة". [ترجمة الأخبار السارة].
الصيغة الطويلة فى ذات الإنجيل بعد الإضافة:
فقال لهم: "متى صليتم فقولوا: أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا أعطنا كل يوم واغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضا نغفر لكل من يذنب إلينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير".[ترجمة سميث وفاندايك]
هل صلى المسيح بالصيغة القصيرة أم بالصيغة الطويلة؟ هل ما جاء زيادةً فى متى هو من ضمن الصلاة أم لا؟
أما فيما يختص بالإقتباسات من العهد القديم فهناك ما يوضح حرص النساخ على الحرف ذاته وأن ما يُقلل من شأنه البعض اليوم كان بالنسبة إليهم أمر مهم، إذ ناسخ مطلع على الترجمة السبعينية (اليونانية للعهد القديم) راجع الإقتباس الذى إقتبسه متى فى إنجيله (15 : 8) من سفر إشعياء (29 : 13)، فوجد متى يقول: "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، وأما قلبه فبعيد عني." فلاحظ أن قد نسى متى جملة: "يقترب إلى بفمه" الموجودة فى إشعياء فأضافها ليتوافق الإقتباس مع نص إشعياء.
(3) إضافة نهايات:
فى بعض الأحيان عندما يشعر الناسخ أن الجملة التى أمامه غير مكتملة بعد لأى سبب من الأسباب كألا يكون من المنطقى مثلاً أن تنتهى عند هذا الحد؛ فإنه يُشرع فى وضع لمساته على النص ليجعله أكثر قبولاً للقراء.
مثال ذلك أن عبارة إنجيل متى (9 : 13): "فاذهبوا وتعلموا معنى هذه الآية: أريد رحمة لا ذبـيحة. وما جئت لأدعو الصالحين، بل الخاطئين" تنتهى عند هذا الحد دون الإفصاح عن نوع تلك الدعوة؛ أو أنه من غير المنطقى أن يدعو الأشرار الآثمين ويترك الأخيار؛ فتكفل النساخ بوضع (إلى التوبة) التى ربما إقتبسوها من لوقا (5 : 32).
كذلك أضاف النساخ على عبارة متى (6:6): "وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يكافئك" أضاف بعض النساخ بحسهم العالى كلمة (علانيةً أو فى العلن) نهاية العبارة.
(4) إزالة الصعوبات التاريخية والجغرافية:
ومن ذلك أن إقتباس متى فى (27 : 9): "حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي: «وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل" هو فى الواقع إقتباس من سفر زكريا (11 : 12): "فقلت لهم: إن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلا فامتنعوا. فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة."
لذا عدلها النساخ فى بعض الترجمات السريانية والأرمينية إلى بزكريا النبى، فيما قام نساخ بعض الترجمات اللاتينية والسريانية والقبطية والسلافونية الآخرى بحذف اسم النبى تماماً.
أما القديس أوريجانوس فقد قام بالتعديل على خطأ جغرافى فى يوحنا (1 : 28) بتغيير (βηθανια) وهى قرية على الضفة الشرقية لنهر الأردن كان يُعمد عندها يوحنا التائبين –كما يقول قاموس ثاير- إلى (Βηθαβαρᾷ) وهى مكان وراء الأردن ويقول عنها قاموس ثاير كذلك أنها المكان الذى عمد عنده يوحنا التائبين.
بينما يقول فيليب كمفورت أن أوريجانوس لم يجد فى الأردن أى مكان يُدعى (βηθανια) (بيثانيا) لكنه وجد فى الجوار قرية (Βηθαβαρᾷ) (بيثابارا) والتى حسب التقاليد المحلية هى المكان الذى كان يوحنا المعمدان يُعمد فيه ولذا قام بتغيير المكان على هذا النحو.
[راجع: فيليب كمفورت (NT text and translation commentary) ص: 258]
(5) جمع القراءات:
"What would a conscientious scribe do when he found that the same passage was given differently in two or more MSS which he had before him? Rather that make a choice between them and copy only one of the two variant readings (with the attendant possibility of omitting the genuine reading), most scribes incorporated both readings in the new copy which they were transcribing. This produced what is called a conflation of readings"
"ما كان عساه ليفعل ناسخ مستيقظ الضمير حين يجد أن العبارة الواحدة قد كُتِبت بطرق مختلفة فى مخطوطتين قبله أو أكثر؟ بدلاً من الإختيار ما بين القراءتين ونسخ واحدة فقط (مع وجود إحتمالية حذف القراءة الأصلية) معظم النساخ أضافوا كلتا القراءتين فى النسخة الجديدة التى ينقلونها، وهذا ما أنتج مصطلح جمع القراءات"
مثال على ذلك خاتمة إنجيل لوقا فبعض المخطوطات تقول يسبحون الله والآخرى تقول يباركون الله، وجمع بينهما النساخ بقولهم يسبحون ويباركون الله كما فى نسخة سميث وفاندايك.
(6) تغييرات وقعت لأسباب عقائدية:
"The number of deliberate alterations made in the interest of doctrine is difficult to assess. Irenaeus, Clement of Alexandria, Tertullian, Eusebius, and many other Church Fathers accused the heretics of corrupting the Scriptures in order to have support for their special views."
"إن عدد التغييرات المتعمدة التى وقعت لأسباب عقائدية يصعب تحديده، إيريناوس، كليمندس السكندرى، ترتيليان، إيسابيوس، والكثير من آباء الكنيسة إتهموا الهراطقة بتحريف الكتاب المقدس ليحصلوا على تدعيم لنظرياتهم الخاصة."
"Even among orthodox Christians one party often accused another of altering the text of the Scriptures. Ambrosiaster, the fourth-century Roman commentator on the Pauline Epistles, believed that where the Greek MSS differed on any important point from the Latin MSS which he was accustomed to use, the Greeks 'with their presumptuous frivolity' had smuggled in the corrupt reading"
"حتى ما بين المسيحيين أصحاب العقيدة السليمة فإن كل حزب دائماً ما يتهم الآخر بتغيير نص الكتاب المقدس، أمبروسياستير – المعلق الرومانى من القرن الرابع على رسائل بولس – كان يؤمن بأنه أينما إختلفت المخطوطات اليونانية فى أى نقطة ذات أهمية مع المخطوطات اللاتينية التى إعتاد إستخدامها، فإن اليونانية بجرئتها المتمادية لديها القراءة المحرفة."
"The manuscripts of the New Testament preserve traces of two kinds of dogmatic alteration: those that involve the elimination or alteration of what was regarded as doctrinally unacceptable or inconvenient and those that introduce into the Scriptures "proof for a favorite theological tenet or practice."
"تحتفظ مخطوطات العهد الجديد بآثار نوعين من الإختلافات العقائدية: أحدها هو إزالة أو تغيير ما يُلاحظ أنه عقيدة غير مقبولة ومزعجة، والآخرى تُدخِل للكتاب المقدس برهان لعقيدة أو ممارسة لاهوتية مفضلة."
هناك أمثلة شهيرة جداً على مثل تلك الأمور، منها ما جاء تناقضاً عن يسوع فى إنجيل يوحنا (7 : 8) أنه لن يصعد إلى العيد لكننا نجده فيما بعد قد صعد، وهذه تقع بيسوع فى مشكلة لاهوتية ضخمة وتصدم هؤلاء الذين يقولون أن المسيح هو الله؛ إذ جاء فى العهد القديم: "ليس الله انسانا فيكذب" [عد (23 : 19)] وهنا قام النساخ بالتعديل وحولوا (ουκ) والتى تعنى (لن) إلى (ουπω) والتى تُعنى (ليس بعد) لينقذوا نظرتهم اللاهوتية الخاصة نحو المسيح.
كذلك فى إنجيل متى (24 : 36) حذفت العبارة (ουδε ο υιος) والتى تُعنى ولا الابن فى قوله: "أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعرفهما أحد، لا ملائكة السماوات ولا الابن، إلا الآب وحده." [ترجمة الأخبار السارة] وقد إتبعت ترجمة سميث وفاندايك هذا الحذف المتعمد لجملة (ولا الابن) التى تُمثل مشكلة لاهوتية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراجع:The Text of NT 4th edit - Bruce metzger & Bart Ehrman
NT Text And Translation Commentary - Philip W Comfort
NEW TESTAMENT MANUSCRIPTS by text type of manuscript curatore Richard Wilson
Manuscripts of the Greek Bible: An Introduction to Greek Palaeography) (New York, 1981)
قاموس ثاير
دائرة المعارف الكتابية
بعض الترجمات العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق